منبر العراق الحر :
أخذتنا أمي في نزهةٍ بعيدة
امتطينا حصانًا أبيض
وكنا نرتدي الدماء
تنزف أجسادنا خيبةً
حتى اغتسلنا في ضوء النهار العابر
فغابت أوجاعنا كالسحر.
أرضعت أمي أختي الصغرى
ووضعت حملها بسهولةٍ على سرير المخاض
رَمّمت يدي المبتورة
وجمعت أشلاء دميتي
وعاد وجهُ أخي المشوّه جميلاً
كأنّ الألم لم يمرّ من هنا.
دخلنا بيتنا الجديد
قصرًا يزيّنه جوعٌ سابق
وكان أبي يرحلُ إلى حورياته
بينما أمي تحتفلُ بنجاتنا
ترقصُ
نطوفُ حولها كأشباحٍ عائدة
لكننا لا نرى إلا الفراغ
بخلاف النور الذي يسكن قلبها الحزين.
رنيم نزار