خـــلـــفَ كـــــوالـــيـــس الـــــحـــــرب….فاطما خضر

منبر العراق الحر :
صـــــبــــــاحًا
أو قبلَ الصُّبحِ بقليلٍ
كـــانـــت الرّيـــــحُ تدفــعُـنـا برهافــةٍ
فنلتصقُ ببعضنا البعض
في طـابـورٍ يتثاءبُ
.
نــــمـــدُّ يــــدنــــا
مــــــن كـــــوةٍ بـــــاردةٍ
لـــنحــصــلَ عـــلى عــــجــيــنٍ
مُـــــوشّــــى بالــــسّــــواد
.
صـــــبــــــاحًا
أو بــعدَ الــصُّــبـحِ بــقــليلٍ
كـانت الرّيحُ بــلطفٍ تــدفـعُـنـا
لنلتصقَ ببعضِنا البعض في حافلةٍ مثقوبةٍ
ننتظرُ عبورَ حواجزَ مُحمّلينَ بالذُّعرِ أن تنفجرَ
فـنـصـيــرَ بـلمـحِ الــبـصــر حَـمـامًـا
تـدفـــعُـــهُ الــرّيـــحُ بِـعَـجـلٍ
صـوبَ الـفَــنـاء
.
صـــــبــــــاحًا..
أو بَعدَ الصُّبحِ بكثيرٍ
برفقٍ كانت الرّيحُ تدفعُنا
لِنلتحم ببعضنا في طابورٍ كئيبٍ
نَعدُّ القهرَ بدلَ الخراف، خِشيةَ أن نغفوَ
فيفوتُنا دورَ استلامِ اسطوانةِ غازٍ سحريّةٍ
تـــــدومُ بــــركـــتُــــها ســــتـــيـــنَ يـــــــومًـــا
فــــنـــرجـــعُ إلى الــــمــنــــازلِ
بــــهــيـــئـــةِ حـــــمـــقى
مـنـتـصـريـــــن
.
بـكـفـوفٍ تـثـلـجُ
ومـــلامــــحَ تــرعــدُ
وأفئدةٍ تفيضُ بِحُزن البغال
نجتمع في العتمة حولَ
عـــشــائِنـا الـفـاخـر
.
عــجــيـنٌ
مُـتّـــشِـحٌ بالـــسّــواد
نُـغــمِّــسُـهُ بالماءِ والسُّكَر
عــلَّ مــذاقَهُ يُـــغــري أيـــامَـــنا الــهــرِمةَ
التي تدفعُها الرّيحُ بألمٍ صوبَ
الشّــــــــــقـــــــاء
.
صـــــبــــــاحًا
أو بــعـــد الــصُّـــبـــح بـقــليـلٍ
أو ربــمــا بـكــثـيـرٍ
بل في كلِّ حين
.
كانت الرّيـــــحُ بـحـيـاءٍ تدفــعُـنا
إذ كنّا نحملُ نَعشًا ونصيحُ حولَه «أحياءٌ عندَ ربّهم»
تـولـولُ الأمُّ: مـا هـمّـي لــو صــارَ هُــنـاكَ حَــــيَّـــا!
يَـصــمـتُ الأبُ مُـفـضّـلًا الــمـــوتَ واقــفًـا
يـبـكي طفلٌ قائـلًا بجديّةٍ: أريدُ أبي حَيًّا
ومـــرّةً صَــرخَــت عــاشــقــــةٌ:
أيّها المـــوت رُدَّ قـــلبي
.
لــكــنّ الــمــوتَ
كان يـــســخــرُ مـــنّا جميعًا
وحــتّى من الرّيــحِ الــــتي كانــــت
تــــدفعُنا بخجلٍ صـــوبَ
الـحـيــاة!
#يبدأُ_الحزنُ_رحيمًا
#فـاطِـمـا

اترك رد