جزيرة الأحلام : اليوم الثالث …نازنين الجاف

منبر العراق الحر :

بدأت استيقظ مبكرا اكثر مما توقعت فقد كان لدي مهام كثيرة عليّ إكمالها . نهضت من مكاني نشطة وخرجت من الكهف فإذا بالهواء العليل يملأ رئتيّ . في عالمي الثاني كنت أحلم دائما بأن يكون لدي حديقة مَلَكية وبركة ماء فيها اسماك ملونة وطيور كثيرة وها قد أتتني الفرصة لأحقق أحلامي . بدأت صباحي بحمام سريع تحت الشلال وكانت المياه دافئة ورائعة وكعادتي اليومية قمت بقطف ثمار بعض الفواكه لافطاري وبعدها بدأت بتنظيف واجهة مسكني التي كانت مغطاة بأوراق الاشجار الكثيفة وأبقيت شجرة اللبلاب المليئة بالأزهار الجميلة التي كانت متسلقة الصخور . كان هناك ايضاً ينبوع ماء صغير قريب . فكرت إن أملؤه باسماك ملونة صغيرة لاصنع منه حوضا جميلا .

امضيت نصف النهار وانا أنظف المكان حتى أكملت ثم أثارني الفضول للاستكشاف اكثر فتعمقت بين الاشجار الكثيفة التي كانت فيها الحيوانات الصغيرة كالسنجاب وغيرها يتقافزون من غصن إلى اخر . وبعد كل كم خطوةً كنت أضع إشارة حتى لا أتوه عند عودتي وبعد فترةً طويلة من المسير سمعت أصوات طيور فاقتربت منها فإذا ببحيرة كبيرة مياهها زرقاء كلون السماء . ذهلت وشلّ عقلي عن التفكير من جمال المكان والبجع الذي كان مثل بياض الثلج وهي تسبح مع صغارها ولم يبارح الذكر مكانه لانه يحميهم ويراقبهم خشية ان يصيبهم مكروه . كان يهز رأسه تارة ويحرك جناحيه الطويلتان تارةً أخرى وكان هناك البط وفراخها وطيور اخرى جميلة أيضا . لم اكشف عن نفسي في بداية الأمر وإكتفيت بالنظر اليهم عن قرب وهم يمرحون معا خشية ان يشعروا بوجودي ويهجروا المكان الذي احببته ثم قررت ان أبيت معهم الليلة وقمت بترتيب مساحة لاستريح فيها والشمس كانت في طريقها إلى الغروب الذي كان منظره لايوصف من شدة جماله . أشعلت النار ووضعت بداخلها بعض البيض الذي كان موجودا في كل مكان ثم تمددت على العشب وانا املأ عيني من جمال القمر والنجوم واسمع همس الرياح ثم غفوت على أمل ان ارى يوما جديدا حافلا بالمفاجات السعيدة .

اترك رد