منبر العراق الحر :
الاعتذار فضيلة من الفضائل السامية التي تعبّر عن الأخلاق العالية للفرد، وهو ليس ضعفًا كما يظنه البعض، بل هو قمة القوة والنضج النفسي والعقلي. الإنسان القادر على الاعتراف بخطئه والاعتذار عنه هو إنسان يمتلك شجاعة المواجهة، ويحترم نفسه والآخرين، ويؤمن بأن العلاقات الإنسانية أثمن من أن تُهدَر بسبب لحظة انفعال أو زلة لسان.
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتكثر فيه الضغوط، قد نخطئ عن قصد أو دون قصد في حق من نحب أو نتعامل معهم. وقد يكون مجرد كلمة طائشة، أو تصرّف لم نحسب نتائجه، كفيلًا بإحداث شرخ في علاقة جميلة. وهنا يأتي دور الاعتذار، كجسر يرمم ما تصدّع، وكبريق يطفئ نار الغضب.
الاعتذار لا ينقص من قيمة الشخص، بل يرفعه ويمنحه احترام الناس وثقتهم. فكم من علاقات انهارت بسبب العناد والتكبر، وكم من صداقات نُقِذت بكلمة “أنا آسف” قيلت في وقتها وبصدق.
نعتذر من بعض لكي لا نخسر بعض. هذه العبارة تلخّص أهمية الاعتذار ودوره في حفظ الروابط الإنسانية. الاعتذار لا يعني أنك مخطئ دومًا، ولكنه يعني ببساطة أنك تقدّر العلاقة أكثر من كبريائك.
وبدوري أقول: أعتذر… أعتذر جدًا، لكل من أسأت إليه يومًا دون قصد، لكل من قصّرت في حقه دون أن أشعر. الاعتذار لا يغيّر الماضي، لكنه يزرع الأمل في مستقبل أنقى وأرقى.
صبحكم الله بالخير والرضى والغفران، فالحياة أقصر من أن نملأها بالخصام، وأجمل من أن نضيعها في اللوم والعتاب….
دمتم بخير ومحبة.
#د_كريمة_الشامي_الجزائري