منبر العراق الحر :
منذ أن فتحتُ عينيّ على هذه الحياة، لم أسمع حديثًا عن المرأة إلا وكان منصبًّا على جسدها: من قدميها إلى شعر رأسها، وكأن شرف الأمة بأكمله معلق بخيط أنثوي هش، لا على عقلٍ، ولا على خُلق، ولا على إنتاج. أي فكرٍ سقيم هذا الذي لا يرى في المرأة إلا وعاءً للشرف، متناسيًا أن شرف الأمم لا يُقاس بأجساد النساء، بل بأخلاق الشعوب ووعيها ورقيّها!
يؤسفني — ونحن في زمن بلغ فيه الإنسان القمر، وغاص أعماق المحيط، واخترق حدود العلم — أن لا زال بيننا من يُكرّس الجهل بترديد عبارات بالية مثل: “ناقصة عقل ودين”، وكأنهم لم يسمعوا يومًا بامرأة علّمت، وداوت، وكتبت، وقادت، وساهمت في بناء أوطان ورفع رايات.
المرأة اليوم ليست فقط شريكة للرجل، بل في كثير من المواضع، كانت سابقة له بالعلم والاجتهاد والصبر والعطاء. فكل امرأة ناجحة، خلفها رجل حقيقي آمن بها: فهي ابنة رجل، وأخت رجل، وزوجة رجل… لا شبيه رجل، بل رجلٌ حقيقي، يعرف أن دوره لا يقتصر على الوصاية، بل يمتد إلى الدعم والتشجيع والمساندة.
إن مناقشة المرأة وحقوقها وشأنها ليست امتيازًا يُمنح، بل مسؤولية تُفهم. والرجل الذي يملك الأهلية لهذا النقاش، هو من ارتقى بفكره وسلوكه، لا من احتكم لغرائزه وموروثاته المتحجرة.
فلنُدرك معًا أن شرف الأمة في أخلاقها، وعدالتها، وعقلها الجمعي… لا في جسد امرأة.
#الوعي_مسؤولية
#شرف_الأمة_أخلاقها
#المرأة_قيمة_لا_سلعة
#د_كريمة_الشامي_الجزائري
