اللّيلُ بلا نايٍ حزين….ندى الشيخ سليمان

منبر العراق الحر :

منذ عَلَّقتُ آخرَ دَمعةٍ على إصبعِ أمي،
واللَّيْلُ مُنشغلٌ
يُحضِّرُ حَوضَ استحمامي.
لا ماءَ في صُنبوري،
لا شمسَ في نافذتي،
ولا شالًا أبيضَ مُتدلِّيًا على كتفِ الخزانةِ..!
قِطَطٌ كثيرةٌ تَمُوءُ،
مُرتعِدةً من سوادٍ يَعوي،
تطفو الآنَ كالألعابِ المحشوّةِ
على وجهِ الحوضِ..!
كلُّ الجدرانِ كاذبةٌ،
والأذانُ ضَحلةٌ
أمّا الحناجرُ فمضتْ في ثقبٍ طويلٍ
حيثُ النزهةُ الأخيرة..!
أرتجفُ،
يا ذُعرَ البردِ،
يقرعُ تحت أقدامي طَبلةَ الختامِ.
لا تُغطّوني،
دعوني كالماءِ الراكدِ،
اتركوا جسدي عاريًا بلا أوراقٍ.
أنا شجرةٌ تبكي،
ملدوغةً بأعشاشِها.
العصافيرُ عملاقةٌ جدًا،
لم تَسكنني،
تُؤجلُ غنائي الذي أهواه
و ما أكمَلني عزف
أهرهرُ صوتي في هوّةٍ داخلي .. !
اللّيلُ بلا نايٍ حزين،
ترُجُّهُ تكتكةُ أسنانٍ.
الأرضُ سقطَ ظهرُها،
حملتُها سجدةً،
سجدةً
تحتَ الترابِ،
ولا اطمئنانَ مُتبقٍ بين أصابعي.
ما زال يُحضّرُ اللَّيلُ حوضَ استحمامي،
ولا قطرةَ ماءٍ..!
أُقطّعُ شراييني،
يسيلُ صمغٌ لزجٌ كالحزن
أخيرًا يستحمُّ أحدٌ
اللّيلُ نظيفٌ، بريءٌ في حوضي.
قمرُكم الليلةَ أحمرُ
فاقعٌ.
إنْ فتحتم أسقُفَكم،
نالَ بيوتَكم
منهُ البُكاءُ.
ندى الشيخ سليمان

اترك رد