ثمةَ آحادٌ…نجلاء محجوب

منبر العراق الحر :

ثمةَ آحادٌ،
مكانتَهم تظلُّ عالِقةً بالوِدِ الأولِ،
وتلكَ هي لعنةُ الأماكنِ،
فبقاؤهُم في مكانتِهِم الأولىٰ؛
لمْ يعُد مرهونًا بالغيابِ،أو الحضور،
ولا يتأثرُ بالعطاءِ أو المنعِ،
بصمةُ الروحِ تظلُّ عالِقةً بالروحِ،
وتلكَ الثقوبُ التي أحدثَها الغيابُ
يرتِقُها اطمِئنانٌ أبكَمٌ،
وذلكَ الفراغُ، لمْ يكُن فراغًا،
بل امتلاءٌ بالغائبينَ،
الّذين يتدَفقونَ دونَ حضورٍ..!
ثمةَ حنينٌ،
لا ينطَفئ إلىٰ لحْدِ اللّقاءِ الأولِ،
تواريخٌ تركُضُ، وأخرىٰ رابِضَةٌ
في أروِقَةِ الذاكِرةِ،
وتلكَ الخساراتُ التي تغتالَنا بصَمتٍ،
وهذا الصَقيعُ الّذي يعتَلينا؛
ما هو إلا شوقٌ يسكُنُنا، لنْ نبرأ مِنه أبدًا،
قد ندّعي النِسيانَ، ونخاتِلُ الوَقتَ،
وقد نُتقِنُ الرَكضَ، لكِن في دوائرٍ مُغلقةٍ،
نحنُ المَصلوبينَ علىٰ مَقاصِلِ الانتِظارِ؛
يسكُنُنا فَقدٌ مُقيمٌ..!
نبحثُ بينَ الظِلالِ عن وجوهِ الغائبينَ،
تلكَ الوجوه الّتي لن تُنسىٰ أبدًا،
مَكانُها فارغٌ، ولكِنّه مُمتَلىءٌ بالحضورِ..!
نجلاء محجوب

اترك رد