الدولار ممنوع من الصرف …كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :
اختفت الاحاديث السياسية والبيانات والشعارات فجـأة عن الاعلام وحل مكانها موضوع تغيير صرف الدولار وتحول خبراء السياسة ( ممكن اكتشفوا اللبن ) الى محللين اقتصاديين. لم يتفاجأ الناس بموضوعة تغيير الصرف من حيث ان كل شي في حالة عدم الاستقرار ‘ الدولار ‘ والاحلام ‘ والحياة . الكل يسأل ماذا حصل لهذا الدولار مرة يصعد واخرى ينزل انه يشبه راقصة ملهى امريكية. واحتدمت النقاشات في مواقع التواصل الاجتماعي حول استقلالية البنك المركزي العراقي وادارته لملف صرف الدولار الامر الذي من شأنه ان يزعزع الاسس الاقتصادية للبلد وخلق ( بلبلة ) وعدم استقرار في السوق المحلية والمتضرر من ذلك هي الطبقات الوسطى والفقيرة.واحدة من التحديات التي تواجه اي نظام سياسي هو الاقتصاد وهو الاساس الذي يرتكز عليه المجتمع. لقد تم تخريب حياة الكثير من البلدان وتفكيكها او اسقاطها مثل الاتحاد السوفييتي والبرازيل وتشيلي وكوريا الشمالية وسوريا وايران وو وبلدان اخرى كثيرة من خلال استهدافها الاقتصادي.عندما يفشل السلاح والقوة العسكرية في الضغط على المجتمعات يتم ممارسة الضغوط الاقتصادية عليها وبطريقة ناعمة وهادئة.وحين ينشغل الشارع بموضوع الدولار والصرف فلن يكون حديث اخر عن الخدمات والصحة والتعليم والتنمية والفساد والعلاقات الاجتماعية النقية ولا عن البرنامج الحكومي ولا عن الخطط الاستراتيجية البعيدة المدى ولا عن التربية والاخلاق والمخدرات والحقوق والواجبات ولا عن الفقراء واليتامى ولا عن السيادة والثروة ولا عن العولمة ولا عن تغيير المجتمع ولن تجد من يرصد ويحلل ويراقب ويكشف الظواهر الاجتماعية السلبية وكيف يمكن التصدي لها.ما الغاية من التركيز على صرف الدولار في كل مرة يتذبذب سعر صرف الدينار امام الدولار وعلاقة ذلك بالركود الاقتصادي في مختلف القطاعات وقلق الناس من الاقبال على البيع والشراء وتحصل موجة من الاشاعات مع الارتفاع والانخفاض وتأثيرها على تراجع قطاع السكن والتجارة بشكل عام.ولازالت هناك دعوات سياسية من اجل تخفيض سعر صرف الدولار الغاية منه دفع الضرر عن الاقتصاد الوطني والمواطن. لكن البنك المركزي العراقي من جهته يرى ان تخفيض سعر الدولار امام الدينار له نتائج سلبية وبين التصريحات والاشاعات والوعود والمطالبات والمواطن يفاضل بين صرف الدولار او صرف الثقة والضمير والنزاهة والامان والسلام والمحبة تلك المفاهيم المرتبطة بلقمة العيش والكرامة الانسانية.
٠

اترك رد