منبر العراق الحر :
ألهَجُ باسمِهِ؛
أحملُ صورتَهُ بالأبيضِ والأسوَد
أركضُ برفقةِ صوتِه
فيوقظُ إيقاعَ الجازِ
ليراقِصَني كغجريّةٍ
والفساتينُ على الشّرُفاتِ
تتقاطَرُ مِنها لوحاتٌ
تومئُ للرّفاقِ المتعبينَ في المقاهي
قد حانَ ميعادُ الحياة.
جباهُ الكؤوسِ تتصبَّبُ شوقاً لشفاهٍ
أعناقها تتوق لمباغتة الموج
المرسمُ في الحيّ يفوحُ منهُ رائحة الماضي
على عتباتِه أقصُّ ضفيرتي
تتناثرُ خيوطُ الشّمس؛
لتنذِرَ بقربِ مواسمِ اللّونِ،
فيتدلّى الرّبيعُ من أكتافِ البيوتِ
فأسرِّحُ الحريّةَ
وأحملُ المجازَ على ظهرِ المعنى
أصيِّرُ السّماءَ زجاجاً
وأصيّرُني نجمةً برُخامِ قصائدِه
تنهالُ حروفُهُ حتّى يغرِقَني اللّيلْ.
العجوز ذو النّظرة الحادّة يقول لطلابه:
هكذا نئوِّلُ المشهدَ في لوحةٍ
الفونوغراف المختبئُ خلفَ النادلِ يبادلني الفكرةَ؛
يهتزّ المقهى على إبرة
وأنا؛
أدورُ بفستاني اللّيليَّ كأسطوانةٍ لأزنافور
أرسمُ حلمًا
فالواقعُ لا يكفي
لأروّضَ الحِبرَ فيستحيلُ غيمًا
تحملهُ الريحُ إليَّ
أغزلُ منه عِناقاً
للغريبْ.
أماني المبارك
منبر العراق الحر منبر العراق الحر