منبر العراق الحر :
يامدينةً تَسكُنُ نَبضِي
يامدينةَ المَدائِن
أَيّتها العابقةُ بِنَرجسِ الحَضَارات
العابقةُ بخطوِ الأَنبياء
كُنتِ آمالاً وأَفراحاً وتراتيلَ وَجْدٍ وبُرتقال
كُنتِ دُوْحاً للأَناشيدِ والليمونِ والقَرنْفُل
تَمتَدُّ يداكِ لسَماوات الفؤاد
كُنتِ ياسمينةً تُحلّقُ عنَادلَها…
أَسراباً من عِناقِ العَاشقين
كُنتِ أَسراباً من بَراءَةِ الوَرد
وكنتِ أَسراباً من ضَوءِ القَصيد
يامدينةَ المَدَائن
كيفَ أَصُدُّ الذينَ يَلهون بِحُزنِك؟
كيف أَمحُو أَحلامَ الهَزَائِم ؟
كيفَ أَبلُغُ شاهقاتِ الفرحِ المُنَدّى…
الذي ضمَّ اِشتِياقي وحنيني؟!
كيفَ أَصفُ مَدينتي الشّامخة، والأَشجار
تَقفُ فيها عَاريةً، مُشَوّهة؟
كيف أُصفُ مَدينتي الشَّامخة، والبيوتُ فيها مُهترئةٌ، تَتّكىءُ على نَفسِها
مَدينتي الشّامخة غاباتٌ من الأَحزان
ليس ثَمّةَ بَشرٌ يَرَونَها
مَدينتي جذورٌ تكادُ تَختنقُ وهي…
تَرنُو نحوَ الشَّمس
……..
أَيَّتُها الآلهَة
اِرفَعي صوتَك
واِعلنِي التَّوبَة
مَزِّقي السِّياج
هناكَ على الضّفّةِ الأُخرى ياسمينٌ مغدورٌ
بِعينَيهِ أغنياتٌ حمراءَ
هاهو البَحرُ يُجازفُ مُقَطَّبُ الجَبين
يَفتَحُ مَدّاً في الصّدور
الصّدورُ تَحتَرقُ
الضَّوءُ أَخضَرٌ
اِقْرؤُوا أَبجديَّةً مكتوبةً بقلمٍ مَذبُوح
وزَبدِ الإِعصَار
اِقرَؤُوا المأساةَ في مرآةِ الأَقمارِ السَّوْدَاء
……….
تَعبتُ من السّكون
تَعبتُ من الكؤوسِ
كيفَ لي أَن أَبلُغَ الإحْتِفالَ؟
كيفَ أَصلُ البحرَ الّذي ضَمَّ اِشْتيَاقي وحَنينِي؟!
هاتِ الكُؤوسَ
سأَشربُ الحضورَ والغِياب
وأُحلِّقُ إلى مَلكُوتِ الهَوَى.
ميساء علي دكدوك
منبر العراق الحر منبر العراق الحر