منبر العراق الحر :
أماكن تحملنا
أم نحملها
لا أدري !
.
طلعت حرب الذي لم يفقده الزحام
ملامحه
مقهى زهرة البستان
والضجيج اللذيذ الذي يسري فيك
مثل حبة فاليوم
نجيب محفوظ وتينة سمراء
على الخد
وابتسامة بلون العاصفة
تأخذك الى ليالي الحرافيش
همس الخريف
وصخب العوامات
.
رائحة الأرجيلات
بائعو الانتيكات القادمون
من الف ليلة وليلة
قارئة الفنجان التي تذكرك
بأغاني الزنوج في حقول البن
في مزارع البرازيل
صوتك
صوتك الجنوبي وهو يطلب من النادل
كاس ليمون بالنعناع
السيجارة الشقراء التي تلتهم شفتيك
وكانها تقرأ قلبي
المصعد العجوز الذي يتوقف كل ثانية
كي يهدي العشاق فسحة للقبل
صاحب الفندق بجلبابه الصعيدي
ونظرة سمراء بحجم النيل
وهو يناولنا مفتاح الغرفة
الغرفة التي كلما رأتنا فتحت ذراعيها
مثل أم فرحة بعودة
الإبن الضال
الدولاب
الدولاب الذي يرتب فوضانا
وهو يغمز للنافذة كلما سمع حديث
الوسائد
المنديل الأخضر وهو يمد عشبه ليديك
يدك التي تلفني مثل فراشة
وهي تشير مرة إلى الورد
ومرات إلى الشوك
“الآخرون جدران حبيبتي”
تقول
لكن أيها القلب
مالحاجة الى النوافذ إن غابت الجدران؟
.
ليس الكون مايؤلمني يابيسوا
فالألم دواء
مايؤلمني الا ثمن للألم
مثل سؤال لايؤمن بالنسيبة
في الحب
أتسلل من سرير نيتشه
وآكل أضلعي
قبل أن تأكلني الاحتمالات
الاحتمالات مبتدأ ينقصه الخبر
.
بينما ابن عربي يحولني إلى منشفة
يسد بها ثقوب اليقين
اليقين هاوية على هيأة جسر
وبافلوف هناك
يبحث عن أصابعه في صحن الغابة
ياصديقي
النظريات محض فلكلور فكري
بمجرد ان تخرج أنفك من إبط الكتب
تبتلعك الحقيقة
الحقيقة فخ على هيأةوطن
.
فما الزمن يادالي؟
امراة تعشق عمليات التجميل
ماالمكان ايها السفر؟
طائرة ورقية بيد بهلوان
ماالوحدة أيها الشعراء؟
سرير يأكله الغبار
ماالحزن ايها الغياب؟
أمرأة فقدت عطرها
َما الحنين؟
نهر يبحث عن ضفة
ماالافكار أيتها الكوابيس؟
عصافير في قفص
“الأفكار التي لايعبر عنها
تدفن حية ولا تموت”
تقول
لكن ثمة افكار لاعيون لها
وكل حديث خارج القلب
محض روك لغوي
فأنت تحصل على الشيء فقط
حينما تتخلى عنه
لكن ياسيوران ماالشيء دون نقيضه؟
“من جد وجد”
تقول النملة للصرصار
لكن يا لافونتين
“من وجد ضاع”
تقول الميتافزيقيا
واقول
من لديه حبيب لايحتاج إلى خريطة
ولاإلى مرآة
من لديه حبيب يملك التاريخ
ولا تملكه الجغرافيا .
.
ايها النيل
لم كلما شعرت بالعطش
أشرت الى شط العرب؟
. _______________________________ زكية المرموق