منبر العراق الحر :
خذي ما يدلّ عليكِ
ودعي ما يدلُّ عليّ
لا احد
فاتركي المقبرةَ مطليةً بالقطن ِودمِ الحشائشْ
اتركي حطامَ العروشْ
حيث الكلامُ سحرْ
والجثثُ رسائلْ
والخرائطُ أسلاكٌ شائكةٌ على الورقْ
اتركي الشوارعَ أفراناً غائمةً
والمارةَ أرغفة ًسوداءْ
اتركي عواءَ المباني
وخجلَ الجسورِ من الزوارقْ
لماذا اتّضحتِ؟
بعد انْ كنتِ تتشكلينَ أشياءَ عدةً في كلِ يومْ
لماذا اخذكِ السؤالٌ الى بركةِ الزئبقْ
وتركتِ تاريخيَ مرميّاً في حثالةِ الليلِ بلاضماد؟
اُعرّفُ ألاماكنَ جرياً
واضعُ في كلِ حانةٍ طفلاً من الهذيانْ
…….
في غيابِنا المضبَّبْ
وطقوسِنا العاريةْ
كنتُ اتكىءُ على ما لا أراكِ
وحين اتّضحْتِ
أضعتُ الطريقَ الى الشمعدانْ
لم أركِ في القصيدةْ
لم أركِ في الدخان
لم أركِ – كما كنتُ- في الروحِ
والافتراض ِو اشتباك الملامحْ
لماذا اتضحتِ؟
لأعدّكِ من شوارعَ عمياءْ
ومنافٍ ناعمةِ الملمسْ
وكؤوسٍ مهشمةْ
ابتلعُها اثناءَ الحربْ
لأنزفَ في كلِ اتجاهْ
لماذا بعدَ ذلكَ أُدلكِ عليّ
وأنا أجهل الـ (هنا)
موزعاً في تلافيف ِالبيوتْ
مثل نشيدٍ سرّي
او لَغْمٍ في الحنجرةْ.
عبدالحميد الصائح