مجموعة خواطر و سرديات تعبيرية…*كتب:لخضر خلفاوي*

منبر العراق الحر :

*شفتا نيسان !

*كتب:لخضر خلفاوي*

—-

اعترف أني في هذا الشهر الفضيل أُصبح ككل سنة إنسانا مختلفا تماما .. الاختلاف هنا أقصد به سلبيا جدا أو غريب الأطوار ، مثلي مثل الالزومبي” Zombi، تلك الشخوص المتناولة في الأفلام المتعلقة ب ( الأموات الخارجين من القبور )، ما هم بأحياء و ما هم بأموات !. أمشي و أتحرك تقريبا بالصدفة ، شبه مخدّر و سريع الالتهاب العصبي و الثوران؛ لهذا أتعمّد العزلة و اجتناب بقدر الإمكان ( التفاعل).
في هذا اليوم من الفاتح من أفريل ( نيسان )، اليوم المتفق عليه بيوم ( الكذب )، أو المطلق عليه ب يوم ( سمكة أفريل) = –كذبة أفريلأي في هذا اليوم تحديدا يقوم الناس بابتداع أحداث و مواقف بغرض المزاح؛ و كأن الناس في باقي أيام السنة صادقين و صريحين و لا يقربون الكذب و استعمال الزور أبدًا !.. –كنت قد خرجت للتبضع في الساعات الأخيرة من نهار الصيام قاصدا مركزا تجاريا ضخما بالقرب من مقر سكناي ..
كنت أتجوّل بين أروقة و ممرات و أجنحة المركز التجاري بشيء من الانزعاج و القلق و السبب أنّي لا أطيق كثيرا الضجيج و اكتظاظ الفضاءات بالناس ، لكوني أعاني من ( لاغورا فوبي) agoraphobie/agoraphobia ، أي فوبيا التجمعات و الاكتضاض البشري ، أتخيّل نفسي و كأني وقعت رهينة مستعمرة نحل !.
حاولت التأقلم مع ضجيج لهاث الناس وراء المشتريات الاستهلاكية و اقتنيت ما اقتنيت ثم عدت أدراجي و دخلت البيت بوقت قليل قبل الإفطار ..
بعد الإفطار خرجت كعادتي لممارسة طقوسي متجها إلى ركني المعتاد على موعد مع تأملاتي و خلوتي و قهوتي و سجائري لأكمل سهرتي مع نفسي الأمّارة بالتفكير اللامنقطع خارجا .
رغم الجو البارد نوعا ما و السُّحُبي جلست هده الليلة خارج مقهاي المعتاد و استرحت على كرسي ، وضعت مطريّتي التي جلبتها معي مكرها ، وضعت سيجارة في فمي و رحت أبحث عن ( ولاّعتي) لأضرمها كي يبدأ تأملي مع احتراقي و السيجارة ، فإذ بي بدلا من إخراج من أحد جيوب معطفيقدّاحتيارتطمت أناملي الباحثة المتحسسة بمجسم شيء مجهول و رطب لا يشبه حجم و شكل قدّاحتي..
أخرجتُ الشيء من جيبي فذهلت لطبيعته !..
لقد عثرت على فم أنثى بشفتين مثيرتين متعاضّتين ، متآكلتين! تجمّدتتفكيرالتوّ اكتشاف هذا الفم ( البلاستيكي) بهذه الشفاه المستفزة ! .. تسمّر تفكيري و تجمّد لثوانٍ كوني لا أدري كيف وصلت هذه الشفاه المُغرية في قاع جيب معطفي ، و أنا من قبل خروجي و لا حتى في الماضي لا أذكر و إن امتلكت أو اقتنيت ( شفاها ) بهذا التمثيل المثير !؟..
بدأت استرجع و استدرج ذاكرتي لهذا المساء محاولا ( رغم خراب ذاكرتي المرضي المزمن ) أن أربط تحركاتي بالأمكنة و الفضاءات و الأروقة التي قد مررتُ بها ، لكني لم أعثر على قرينة واحدة تفسّر تواجد هذه الشفاه في جيب معطفي في هذا اليوم القارص العاصف و الممطر من حين لآخر
هل هي مزحة أحد المارة عندما رآني شبه فاقد لوعيي و أنا أتمشى ك ( الزومبي) الهوليوودي أراد أن يسخر مني في هذا اليوم تحديدا المتعلق ( بسمكة أبريل )؟ هل هي عابرة سبيل كانت تعاني الفقد و أرادت أن ترمي بحمل القُبل الموؤدة المؤجلة في قعر جيبي ؟ هل هذه الشفاه رُمَيت من يد أنثى شغفها حُبّا ظلّي الذي كان يسابق جثتي التي كانت تتنفس المنافي مع ضجيج الأمكنة المكتظة بهدر و لغط و ممشى الناس ؟ و لو أنّ الاحتمال الأخير هذا ضعيف الورود جدا ، فأنا رجل خمسيني و لم يعد ما أملكه ( من الميزات القشورية ) التي تسود العالم و يركّز عليها عامة الناس ؛ فأنا رجل مُتعب بي و بالعالم ثم أنّ هذا القلب قد بلغ و بلعَ من العشق عُتيّا!…
قلّبتُ و قلّبتُ و قلّبتُ في ذاكرتي لهذا اليوم علّني أجد قرينة مادية مقنعة توصلني إلى الجاني و الفاعل الحقيقي الذي كذب عليّ هو الآخر هذا المساء بشفاه تلعب دور التآكل بدافع الرّغبة في التقبيل السّاخن في هذا اليوم البارد !.. ما حيّرني أكثر و أنا متسائلا على مقعدي هي جرأة هذا الفاعل .. كيف توصّل و تجرّأ هذا المجهول أو تلك المجهولة على دسّ هكذا شيء في جيبي دون أن انتبه له !؟..
أذكر لمّا كنت طفلا ، كنا نستغل هذا اليوم ( الفاتح من أبريل ) في السماح لأنفسنا ( داخل الأقسام ) بفعل الأفاعيل؛ تذرعا و احتفالا بيوم الكذب و الهزار و الدعابة .. فنلصق أوراقًا فيها عبارات مُشينة و قبيحة و رسومات سفاحية على مئزر كل زميل غفِل عن مراقبة خلفيته و أعطانا الأمان ، و بعدها نتخذ ذلك مدعاة للضحك و الهزل و إثارة الضجة داخل القسمو ذلك اغتناما لأي فرصة غياب المدرّس أو المدرّسة، عبارة ( أنا حمار !).. كانت عبارة كثيرة الاستعمال في تنمير و تقبيح من وقعت عليه لعنة السمكة و الاختيار بمناسبة الفاتح من نيسان الكَذوب!.
توقفت عن التنقيب عن الحقيقة و تفسير تواجد هذه الشفاه في جيب معطفي ، و تنهدت قائلا :
يا حمار ! مالك تضيع وقتك في تفاصيل تافهة كهذه ، اضرم النار في سيجارتك و استنشق أفكارك و دعِ الشفاه المتآكلة لحالها ، قهوتك بردت و شفاهك عاجزة حتى على النفخ فيها !.”.

—-

*سرد واقعي  :
١ نيسان ٢٠٢٣
*باريس الكبرى جنوبا
***

*العبور المتكرّر !

*Le perpétuel passage
* *The perpetual passage

 

*كتب: لخضر خلفاوي*

——

الخِضر ليس له سفينة يخرقها ، في نَعْلَيْهِ ما يكفي من ثقوب الاغتراب فالعالم برمته مثقوب رأساً على عقب !- في ليلة ماطرة يعبر الجسر فيتبعه الرّيح و ظله و المطرْ.. كأنه يسمع قهقهةنهر السّينتكاد أن تهز أركان العبور المتكرر بحثا عن محطّة معقولة تقتنع بها أسئلة السفر اللامنتهي !”.
باريس الكبرى جنوبا (هذه الليلة !)

٣٠/٣/٢٣
***

*Le perpétuel passage
—-Lakhdar KHELFAOUI
——
“Lakhdar n’a plus de navire à endommager, il en a assez de trous affligeants ses semelles; pourquoi faire, et le monde entier est redevenue une passoire de haut en bas par les hérésies des arrogants humains mortels ?! – Dans une nuit pluvieuse, il traversait le pont, le vent, son ombre et la pluie le poursuivaient. C’est comme s’il entendait un éclatement de rire de – la Seine – qui secoue les alentours de son passage perpétuel à la recherche d’un arrêt raisonnable pour convaincre les questions de son voyage sans fine! »
—-
*Traduit & interprété de l’arabe par l’auteur même.

– Grand Paris Sud
– 30/3/23

****
*The perpetual passage
****
« Lakhdar no longer has a ship to damage, he has enough of distressing holes in his soles; why do it, and the whole world has again become a colander from top to bottom by the heresies of arrogant mortal humans?! – On a rainy night, he crossed the bridge, the wind, his shadow and the rain pursued him. It’s as if he heard a burst of laughter from – the Seine – shaking the surroundings of his perpetual passage in search of a reasonable stop to convince the questions of his endless journey! »
——
*Translated & interpreted from Arabic by the author himself.

– – Great South Paris
– – 30/3/23

****

 

*تأمّلات / Méditations/ Meditations

—-

*كتب: لخضر خلفاوي*

——

مازلت و أنا أضع رأسي على المخدة في كل ليلة حيث اصطدم بلوحتي الفنية التي انجزتها في القرن الماضي .. يستوقف غفوتي تأمّلي للحظة وشخصيالذي يريد اصطياد الآفاق و هو ممسك بعِقدهِ الثمين .. و يستمرُّ التأمل لكلينا ، هل ضَعُفَ الرسّام و المرسوم ، الطالب و المطلوب !؟“.
*باريس الكبرى جنوبا
*لوحة من إنجاز الكاتب .

—-

‏/ Meditations*

“Souvent, quand je repose le soir ma tête sur l’oreiller, je me heurte à mon ancienne œuvre artistique ( tableau) que j’ai réalisé au siècle dernier. Mon sommeil s’ajournait, empêché par mes contemplations de l’autre “instant” , l’instant de jadis , où mon personnage préoccupé par son éternelle chasse des horizons; tout en portant avec fermeté son précieux collier en perles . La contemplation mutuelle continue ! Est-ce une faiblesse défaillante commune du peintre et de la peinture ? Est-ce une faiblesse éprouvante et fragilité qui lie l’envieux et l’envié ?!
– *Traduit et interprété de l’arabe par l’auteur (L.K).
– Grand Paris Sud
– 30/3/23
***
* Meditations

Often, when I rest my head on the pillow in the evening, I come up against my old artistic work (painting) that I made in the last century. My sleep was postponed, prevented by my contemplations of the other “moment”, the moment of yesteryear, when my character concerned about his eternal chase from the horizons; while firmly wearing his precious pearl necklace. Mutual contemplation continues! Is it a common failing weakness of the painter and painting? Is it a trying weakness and fragility that binds the envious and envious people?!
—-*Lakhdar KHELFAOUI
*Translated and interpreted from Arabic by
– Grand Paris Sud
– 30/3/23


ــــ*) من الانطباعات التلقائية: (القامات لاتقاس بالحيز الذي تكون فيهبل بالاثر الذي تبديه

سلمت للابداع) ـ (دام نبضك المكتوب وانت خير القدر وهو يحكم علي الروح والقلوب) ..
***
*رفقا بقلبي يا الله .. لا تُخبرني بكلّ شيء!

——

*كتب:لخضر خلفاوي*

—-

يا الله .. يا ذا الجلال و الإكرام ؛ رجاءًا يا ربّي الكريم لا تُخبرني بكل شيء فإن علم الغيب أرهق قلبي و فاقَم في نزفي لحجم طامة الكذب و الافتراء .. احتاج لبقايا هذا القلب الطاهر لصرفه على ما تبقّى في الوجود من ثلة الأوفياء و النبلاء !”.

—-

باريس الكبرى جنوبا 

٢٨/٣/٢٣

* Oh mon Dieu… pitié de mon cœur , ne me révèles pas tout !
—— Lakhdar Khelfaoui*
“Oh mon Dieu… Oh détenteur de la Majesté et de l’Honneur; s’il Vous plaît, mon Seigneur adoré, ne me révèles pas tout, car la connaissance de l’inconnu a épuisé mon cœur fragile et a exacerbé mon saignement à cause du mensonge et de la calomnie. J’ai besoin des restes de ce cœur pur pour le dépenser pour le peu qui reste dans l’existence des vos loyaux et nobles serviteurs.”
—-
*traduit de l’arabe par l’auteur (L.K)
Grand Paris Sud
28/3/23
****


“Oh my God… Oh holder of the Majesty and Honor; please, my beloved Lord, do not reveal everything to me, for the knowledge of the unknown has exhausted my fragile heart and exacerbated my bleeding because of lies and slander. I need the remains of this pure heart to spend it on the little that remains in the existence of your loyal and noble servants.”
—-
* *Translated from Arabic by the author (L.K)
Grand Paris Sud
28/3/23

***

 

*غروريات ميتافيزيقية : أسطورة حيّة (سردية تعبيرية )

—-

*كتب:لخضر خلفاوي*

****

أنا الأسطورة الوحيدةلقدرٍ ما من مجاهيل الغيبالله يعلمه ، و التي توقفت لوقتٍ معلوم عند محطة ما ، لهدف ما ، في الافتراض بفضائه الموازي .
الأسطورة (الاستثناء) الفريدة و الوحيدة يمكن لمسها على الواقع فتستحيل صِدقا إلىالليلة بعد الألفمكررة حسب الرغبة و النّية في التمسك بها إذا جُوبِهت بالتصديق و برغبة قويّة لتصديق الرؤيا بغية عيشها مجسدة على الواقع ، من دوني يُبطلُ كلُّ غرور موازٍ لحضوري في الدارين أو في الحياتين و كل الأقاويل أساطير ، احكِ يا خضرا للعابرين أو قلْ : كفّ عن هدر أعمار المدمنين في لياليك يامس،،،،،،،،– !”

٢٧/٣/٢٣

باريس الكبرى جنوبا

 

****

 


٣) *أفكار و معانٍ: العِناد

—- كتب:لخضر خلفاوي
****العِناد*نوعان : عناد أحمق انتحاري ، و عناد عاقل انتصاري . *العناد الأحمق الانتحاري: أنّكَ تُدرك في قرارة نفسكَ أنّكَ مُخطئ و وجهتك ليست صحيحة لكنّك تفضِّل ( التّنادُدْ)، أي سلوك الندّ للندّ و لو على خطأ لأنّ حسبعنادك السلبيالاعتراف بالخطإ ليس بالفضيلة . يؤدي هذا العناد السلبي طال الزمن و الطريق أو قصرا إلى الارتطام في النهاية بجدار مُسلّح بهأسلاك شائكةمن الخيبة و الفشل و الضياع و الخسران . *العناد العاقل الاِنتصاري: أنّكَ مُصرّ بكل قوة عنادك على رفع التحدّي مهما جابهتك من صِعاب و عراقيل كونك متشبّع و مغمور بقيم لا جدال فيه بأنك على حق و صواب و أدواتكَ كلها تتفق مع منطق الّصمود و الإصرار في الوصول بطرق شرعية و سليمة و منطقية إلى غايتك ؛ لا تهمّك و لا تثني من عزيمتك ( الوقعات و السقطات و العثرات و الخيبات المرحلية ) ، كل ما يهمّك أن تنتصر لمنهجك و لمشروعك المشروع الذي تراه نقيّا من كل شبهات ( اللاموضوعية) في تجسيد خطوات كفاحك و عنادك لتحقيق هدفك النبيل الذي يعود عليك و ربما على مجتمعك بالخير . عند وصولك هذه النتيجة في آخر مذاق التجربة ؛ فهو يرجع الفضل بالدرجة الأولى لهذه الطاقة الإيجابية ( العِنادية العقلانية ) الخاصة بك. هكذا عناد ( الإصرار ) لا يمكن إلا أن يُجازى بالنصر و الفوز و الارتقاء . —— *) العناد : يُعرف العناد في اللهجة المغاربية و معظم المناطق العربية ب ( خشونة الدّماغ )! . حسب السياق تُستعمل هكذا لفظة و توصيف في الحالتين ( إيجابًا و سلبا )، بالنسبة للناجح و الفاشل بسبب غروره و عميانه المتعمّد!. —
باريس الكبرى جنوبا ٢٦/٣/٢٣ *

٤) *الصلبان و ظلّي

– […و (أنا خارج من بيتي انتبهت أن كل شيء من هذا المحيط كأنه مُسطَّر ميليمتريا بالمسطرة .. طبعا باستثناء ظلي و ظل الصلبان، فكلنا امتداد للآخر و قد أكون أنا ذاكُهُظل الصلبان -)..] —
* مختارات انطباعية ودية تلقائية :
(بوح عميق لمن يحس بحجم حرفك يعرف مدى عمق كلماتك أستاذنا القدير) الكاتب عبد الرقيب طاهر اليمن . –المبدع الجميل سلمت : المبدع العراقيسلام الشجر – –يا لرُقيّ الكلمات والمعنى أستاذنا النبيل: الكاتبة العراقية حنان جميل حنّا.
و لا أروعسلمت يداك الله يحفظك: الكاتبة السورية أمل شيخموس.). ٢٦/٣/٢٣ *
***

 

*خاطرة: غد دون نوافذ سامّة

*كتب:لخضر خلفاوي*

—-

إن غدا لناظره قريب ؛ أشهر فقط تفصلني عن حسم المعركة و الخلاف باستئصال و اجتثاث ما نويت استئصاله و اجتثاثه كغلق جميع النوافذ التي تأتي منها الرّياح الخبيثة و المشبوهة و تحطيم أُطرها ؛ حتما ستكون لصالحي المعركة الأخيرة .. والله سأُمنجل رأس الفتنة و لو بقيتُ لوحدي في هذا العالم (الواقعي الملموس ) لن أحيد عن هدفي ، لن أدع الافتراض يفرض عليّ منطقه فمنطقي هو الأصح و الأعقل!”.
-(المنجل الأخضر)

27 مارس
23
***


*أفكار : “للأفيس .. الشديد!
ـ « لا يمكن للجد أن ينصح أو يصلح ما طاله أمد العبث و غلبه التطبّع على لعبة التمادي في اللهو !!  »
ـ باريس الكبرى جنوبا
أفريل
23

اترك رد