منبر العراق الحر :
ظهر في كهف “توريدا” بشبه جزيرة القرم مجمع علمي مزوّد بهوائيات “غلوناس” و”جي بي إس” لقياس قوة الهزات الأرضية المتوقعة.
ويعوّل العلماء الروس على أن يسجلوا بمساعدته النشاط الزلزالي القادم.
جاء ذلك على الموقع الإلكتروني للجمعية الجغرافية الروسية، وأشار تقرير نشره الموقع إلى إن شبه جزيرة القرم توجد فيها كل الظروف لحدوث الزلازل. ويعود ذلك إلى تفاعل صفيحة البحر الأسود مع سلسلة جبال القرم. وحتى في المصادر الإغريقية القديمة، يمكننا العثور على أدلة على حدوث زلازل قوية في شبه جزيرة القرم. ففي القرن العشرين مثلا، وقع زلزالان شديدان في شبه الجزيرة يعرفان كزلزالي القرم الكبيرين عام 1927 ، ووصلت قوة أحدهما الذي حدث في سبتمبر عام 1927، إلى 9 درجات، مما أدى إلى دمار كبير، ويتطلب هذا الأمر مراقبة النشاط الجيوديناميكي في شبه جزيرة القرم.
وحسب سيرغي بيردنيكوف، مدير المركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تستخدم الآن طريقة النمذجة الرياضية للتنبؤ بالنشاط الزلزالي. وأثناء إنشاء النماذج ، اكتشف العلماء نوعا جديدا من الزلازل يسمى بـ”مقدمات الزلزال”. ويتيح مجمع هوائيات “غلوناس” و”جي بي إس” فرصة لمراقبة حركة ألواح الغلاف الصخري والتنبؤ بحدوث الزلازل.
ويمتلك المركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية الآن شبكة من الهوائيات الفضائية في إقليم كراسنودار الروسي، بينما لا يوجد لحد الآن ولو مركز واحد من هذا القبيل في شبه جزيرة القرم. ومن المخطط له نصب هوائييْن في منطقة كهف “توريدا” وبالقرب من سيفاستوبول.
وأوضح فاليري شستوبالوف، كبير الباحثين في المركز العلمي الجنوبي، أن “منطقة شبه جزيرة تامان كانت منذ فترة طويلة تحت ضغط صفيحة البحر الأسود من الجنوب، مما أدى إلى تراجع حركتها الشمالية الشرقية إلى الشمال”.
يذكر أن كهف توريدا اكتشف عام 2018 في أثناء إنشاء الطريق السريع المتعدد المسارات الذي يحمل الاسم نفسه، والذي يعبر شبه الجزيرة من شرقها إلى غربها، ليصبح الطريق السريع الرئيسي في القرم. وحسب الجمعية الجغرافية الروسية، فإن الكهف بدأ بالتشكل منذ حوالي 5 ملايين عام ويفوق حجمه حجم جميع الكهوف المعروفة في التلال الداخلية لسفوح شبه جزيرة القرم، ويبلغ طوله حوالي 1.3 ألف متر.
ومن بين مكتشفاته آثار سبعة أفيال، وثلاث قطط ذات أسنان كبيرة، وعدد من الذئاب من أنواع مختلفة، ونوعان من الثعالب، وثلاثة أو أربعة دببة من أنواع مختلفة. كما تم العثور على عظام الفخذ العائدة لنعامة عملاقة تزن أكثر من 450 كلم.
المصدر: تاس