منبر العراق الحر :
الماء يشمّر حتى ركبتيه في إبريق البستان ..
الغيمة تفتح كوة في سقف السماء
الريح تنزع حمّالة صدرها
لترضع الأشجار
النهر يفتح سحاب سرواله الترابي
ليبول في البحر
الراعي فدغ بمقلاعه عين الغيمة
الزارع عالق بالسور
العسكري يسوق كل ديوك القن إلى جبهة الدجاج “الفقّاسة”
ويحزم الطريق برباط حذائه
كسارق
ويرميه خلف القن
في الدير القديم
الذي كان معبدا وثنيا
وتداولت على ملكيته كل الطوائف والأديان التي
هبطت بمظلات دونكيشوتية
لم ينته الفيلم المعروض على حائط القصيدة
لم يشرب الربيع قهوته بعد
على الشرفة المطلة على امرأة تبيع مكياجها للشتاء
وتفتح فخذيها لنهر الدانوب
حين يحين موعد إباضتها
لم يعد الصيف من حجه المبرور
إلى افريقيا
حتى ينه حصاده
ولا يبقى من النيل سوى خيط دماء
والخريف مازال يبحث عن بطركه
وخاتم سليمان على ضفاف المتوسط
بعد أن عرّت ملوك بابل
رياحه الخماسية الجهات
ولاذت رياح الشمال
بميتم العشاق حزينة
بعد أن رُجمت كزانية
من قبل قسطنطين وما تلاه من سلاطين بني عثمان
وناحت أوروشليم
تبكي انطاكية
وما زال في ركني القصي جدا عن يدي
شحاذ بلا يد
وفي المقهى المهجور المجاور للقصيدة
نادل يشرب الشاي وحيدا
ويعد على أصابعه أولاده
في المقاهي البعيدة
ويتأمل لوحة المتاهة
في السوق المقابل
كيف تباع المدن
كالتوابل…
د.قيس جرجس