منبر العراق الحر :
اردوغان يختم حملتة الانتخابية بجامع آيا صوفيا ، فيما ختمها خصمه العنيد كليجدار بضريح كمال اتاتورك،وبما يلخص رؤية ورسالة وأهداف كل حملة منهما ومدى تأثيرهما الكبير اللاحق ليس على تركيا فحسب وإنما على دول الجوار والعالم كذلك .
ولا أبالغ اذا ما قلت بأن نتائج الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة هي الأهم والأخطر على الاطلاق ومنذ عقود طويلة لعموم المنطقة العربية ، والشرق الاوسط ، وليست لي مصلحة فيما أقوله – فلا أردوغان ابن عمي ، ولا زعيم حزب الشعب الجمهوري، ومرشح تحالف الطاولة السداسية – قلتشدار أوغلو – كما تلفظ بالتركية ، ابن خالي – ولكن وفي حال فوز اليسار التركي بقيادة كمال كليجدار – لاقدر الله – فإنه وعلى قول البغادة “جيب ليل وأخذ عتابه” وستعود تركيا الى ما كانت عليه في حقب الثلاثينات والاربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات من تعصب علماني ..يساري ..اتاتوركي مقيت جدا ، وستسمع مجددا العبارات العنصرية والشوفينية المعادية للعرب والاسلاميين نحو ” عرب جرب ” ونحوها ، وستسمع بخطب سياسية عصماء تطالب برفع الاذان بالتركي أو بمنعه أساسا من مكبرات الصوت الخارجية ، أو بتوحيد الاذان مركزيا من خلال الاذاعة وبصوت واحد ، وستسمع مجددا بدعوات حظر الحجاب في الأماكن العامة والمؤسسات والدوائر والجامعات والمعاهد الحكومية كما كان عليه الحال حتى ثمانينات القرن الماضي ما قبل بروز حزب الرفاه بقيادة نجم الدين اربكان رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ..وستسمع بدعوات متلاحقة لطرد العرب والمهاجرين واللاجئين من تركيا …اضافة الى عودة حمى الملاهي والخمارات والنوادي الليلية ودور البغاء السرية والعلنية وبصورة أكثر بشاعة ، كذلك الاباحية التي ستجتاح كل المسلسلات والافلام التركية وبلا هوادة وبما ينعكس سلبا على كل شعوب المنطقة ” ففي السبعينات كان الفيلم التركي الذي يعرض في سينمات بغداد أقذر وأشد ابتذالا من الافلام الفرنسية والامريكية والايطالية على قذارتها ” يومها كان العرب عامة يسافرون الى تركيا لا لغرض التمتع بالاثار والسياحة الطبية والطبيعية كما هو الحال اليوم ..لا حبيبي …معظمهم كان يسافر لغرض وحيد وأوحد يدور وجودا وعدما مع المتعة الجسدية والحسية فحسب …يوم كانت الليرة التركية بسبب قروض وقرارات وفوائد البنك الدولي ، وشقيقه صندوق – الحقد – الدولي – بفلسين ونص – يوم كان جماعة كمال كليجدار أوغلو من أصحاب القبعات لايسرقون محفظتك الشخصية في المطارات والموانىء والمحطات والاسواق ولايحتالون عليك بعمليات صرف العملة فقط ، بل و “يسرقون الكحل من العين أيضا – وأنت الممنون “وأول قرارات كليجدار هذا ستبدأ باطلاق سراح ما يسمى بداعية النساء الخليعات ” عدنان أوكتار” واخراجه من السجن مع العفو عن كل رويبضة ، وأمعة ، ومتعصب شوفيني ، ولص مال عام ، وسياسي – معفن – لتعود تركيا الى سابق عهدها ايام الاتاتوركيين ، والدونمة ، والاتحاد والترقي ، وتركيا الفتاة ، وبقية – الشلة – ولكن بهيئة وعهد جديد أشد تعصبا وفظاعة من سابقه في التهتك والابتذال ولاسيما بوجود اليسار الاوربي النشط حاليا ، والذي سيحول تركيا عاجلا غير آجل الى مقر دائم له ، والى قبلة يسيل لها لعابه …وسيضيق الكليجداريون ، على خطباء الجمعة ، وعلى الدعاة ، والحفاظ ، والمحدثين ، والفقهاء ، وعلى دورات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ، وعلى دورات ومعاهد واساتذة الشريعة واللغة العربية ، وستتوقف رخص بناء المساجد ، والمعاهد الدينية ، والجمعيات والمؤسسات والمنظمات الخيرية ، وسيضيق الخناق على ما موجود منها أساسا ،وستصادر الاصول المالية للمئات منها وستغلق أبوابها تباعا ، ربما لتتحول الى خمارات وبارات وحانات ليلية ونهارية ، وستسمع بدعوات ، بل وسترى بأم عينيك حشود ومسيرات مليونية للمثلية ، والنسوية وشعارات تغيير الجندر ، وأعلام الرينبو في كل مكان من تركيا …أما جامع آيا صوفيا فسيعود “متحفا ” كما كان ، وربما سيتحول الى كنيسة بيزنطية كذلك ..اللحية ستمنع …خيام وموائد رمضان ستتوقف …العرق التركي سيصبح أرخص وأشد وفرة من المياه المعدنية والمشروبات الغازية ” في السبعينات والثمانينات كانت البرامج الحوارية التركية الملتفزة تستضيف الممثلين والمطربين وأمامهم المزة والعرق وهم يعاقرونها أمام أنظار المشاهدين ، وعدسات الكاميرا بلا حياء ولا خجل وبما لم يفعله الاوربيون ولا الاميركان في برامجهم الحوارية المتلفزة يوما على حد علمي القاصر” …الإعلام التركي وفي اليوم التالي لفوز kleicdar سيبدأ حملته الشعواء لتشويه التاريخ الاسلامي ورموزه ومقدساته كلها وسيستضيف كل سقط متاع ومتحامل على الاسلام والمسلمين ليظهر في برامجه يوميا …الحرس الحديدي القومي الشوفيني صاحب الميول والافكار الطورانية المتوارثة سيعود للسيطرة على مقاليد الأمور والحكم مجددا وسينصب المشانق ، والخوازيق لكل المخالفين ولكل الاعراق والقوميات تماما كما فعلها سابقا بعدنان مندريس والمئات من أمثاله ، بذريعة حماية ما يسمى بالدستور العلماني ، أما الواجهة ” فسيمثلها اليسار التركي القومي ” ممثلا بكليجدار …الانتهاكات والمداهمات لأتباع الرفاه كذلك العدالة والتنمية اضافة الى الكرد وغيرهم – ستعيد الى الواجهة ما حدث طبق الاصل في الماضي القريب وستسمع عما قريب بمصطلح ” جديد الا وهو – الاردوغانية – بصفتها سبة وجناية وتهمة تكفي لإعتقال صاحبها وتغييبه وراء الشمس وربما اعدامه ايضا ، فعبارة هذا – اردوغاني – وتلك – اردوغانية – وهلم جرا ستكون لعبة الإعلام اليساري القادمة ، وتسليتهم المفضلة ، بمعية المخبرين السريين ، وعشاق الدعاوى الكيدية ، ولو غرقت شوارع العاصمة أو وقع زلزال مدمر ، أو حدثت موجة سيول عارمة ، فسيقال فورا ” هذا بسبب الاردوغانيين ” ليتم فصل كل المتهمين بالاردوغانية من وظائفهم مع مصادرة ممتلكاتهم ، وتجميد اموالهم المنقولة وغير المنقولة ” والتجارب القريبة خير شاهد على منا أقول ولاداعي لذكر الدول التي تنتهج هذا النهج والكل يعرفها جيدا ” …صدقوني أنا لا أبالغ بتاتا وكنت وما زلت من متابعي ومراقبي الملف والواقع السياسي التركي ومنذ حقبة التسعينات ، وأنوه الى أنه واذا ما كانت تركيا تحبس قسما من المياه التي تنبع من أراضيها تجاه أرض المصب في كل من سوريا والعراق ومنذ فترة بذريعة الجفاف أو استكمال بناء السدود و” مشروع الكاب الكبير ” فإن عهد كليجدار سيشكل صدمة حقيقية للعراقيين والسوريين تحديدا فيما يتعلق بملف مياه دجلة والفرات وسيفرض هذا المخلوق سياسة – النفط والثروات مقابل المياه – ، أما بشأن اكذوبة سحب القوات التركية من هذا البلد أو ذاك فهذه اسطورة وخرافة – خل يسولفها على الدبة – لأن قيادات الجيش الاتاتوركية المتأهبة لمرحلة ما بعد اردوغان ستبقي على قواتها هناك بل وستتمدد ايضا ..اما عن حزب العمال المصطف مع حزب الشعب التركي حاليا فسيعاني من الويلات مستقبلا على النقيض من كل الوعود المعسولة التي تقطع له – كليجداريا – لقشمرتهم – وخداعهم والضحك على ذقونهم ..فالشوفينية التركية الاقصائية والتهميشية واحدة من ابشع الشوفينيات في العالم !
وأقترح على أردوغان وأنا على يقين بأنه اقتراح سيثير حفيظة الكثيرين – ولست أبه بهم ولا لهم – وفي حال خسارته في الانتخابات الرئاسية – لاقدر الله – أن يلغي نتائج الانتخابات ويغير الدستور ويعلنها سلطنة – وأبوك الله يرحمه – وستصطف معه كل من روسيا والصين ودول ” بريكس” كذلك منظمة شنغهاي لتؤيده ، لاحبا به ولا ببلاده – موعيب – فالحمقى والسذج وحدهم من يخلطون بين السياسة والحب والصداقة والاخوة وحسن الجوار وبقية المصطلحات والمثاليات الجميلة والفضفاضة ..السياسة غير ” شووكل ” بابا …السياسة ،تعني فن الممكن ، تعني البراغماتية بأجلى صورها ، تعني تقاطع وصِدام الغايات والوسائل ، أو تماهيها واتفاقها ، وجلها مبني على المصالح والمصالح والمصالح فقط لاغير ، وكل من يظن خلاف ذلك وعلى قول العراقيين ” فخل يطبك على صفحة ويكرمنه سكوته ” أقول هذه الدول ستصطف مع اردوغان كي لاتخسر مصالحها في ظل الظروف الدولية المعقدة الحالية والتي تجتاح العالم من أقصاه الى أقصاه ، أما عن أوربا فهذه أضعف من – قملة مفروكة – حاليا ولاسيما بقيادة ماكرون زوج الست …لتبقى بريطانيا المشغولة بمشاكلها الداخلية التي لاتحصى من اضرابات واعتصامات وتظاهرات حاشدة وانهيار اقتصادي غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية ولاسيما بعد خروجها من الاتحاد الاوربي بإتفاق بريكست ، كذلك اميركا والتي تعد العقبة الوحيدة ولاشك وهذه ليس بمقدورها المجابهة حاليا بوجود العديد من الجبهات أمامها ولوجود – البايدنيين المخنثين الزهايمريين – في سدة السلطة – نعم لو كانت الخطوة في عهد ترامب فإنها ستكون مقلقة ومربكة وجريئة للغاية – ولكن بوجود – بايدن، وهاريس ، ومن ورائهم أوماما الشهير بأوباما – فهؤلاء مشغولون حاليا بإفلاس البنوك الامريكية ، وبالتضخم ، وارتفاع اسعار الفائدة ، وبترامب الشرس والذي يتربص بهم الدوائر مع الملايين من اتباعه اليمينيين والجمهورين – وأصحاب الفيل – استعدادا للعودة الى البيت الابيض وقلب الطاولة على رؤوس – أصحاب الحمار – ثانية في انتخابات 2024 اضافة الى قلق اميركا من خروج (22) دولة حتى كتابة السطور من عباءة الدولار الامريكي واستبداله بالعملات المحلية او اليورو الاوربي ، تتصدرهم روسيا والهند والصين والبرازيل ..اضافة الى تحرك حكومات افريقيا ، واميركا اللاتينية ، وكوريا الشمالية ، وكثير من دول العالم الثالث ، والنامي ، واللاهث ضد سياسة الكاوبوي الامريكي ودولاره الذي أفقر البشرية ، واستنزف اقتصادات الدول والشعوب ..حتى الرقائق المعدنية ، واشباه الموصلات التي تحتكرها اميركا وتابوان قد تغلبت عليها الصين واعلنت اليوم عن صناعة أشباه موصلاتها ورقائقها المعدنية الخاصة …مع تحرك دولي جاد لإيجاد بديل عن صندوق النقد ، والبنك الدولي الذي تسيطر عليهما اميركا والمطالبة بنقل مقر الامم المتحدة وبقية المنظمات الدولية من بلاد رعاة البقر الى دول محايدة كسويسرا !
ليس هذا فحسب بل وأقترح على اردوغان ايضا وبما أن العالم كله يتشكل ويتمحور ويصطف ويتحالف ويتموضع من جديد وفي حال فوزه بالانتخابات الرئاسية اعلانها سلطنة مشفوعة بتعديل الدستور ، اذ لا فرصة مؤاتية دوليا واقليميا كالتي يعيشها العالم اليوم ما قبل تشكل القطب الدولي الثاني بقيادة ” الدب الروسي ، والتنين الصيني ، والبقرة الهندية ” وما قبل تشكل القطب الدولي ” الثالث ” بقيادة كل من فرنسا وألمانيا على رأس الاتحاد الاوربي …اعقل وتوكل …فما هو متاح اليوم على أرض الواقع ، قد لايكون كذلك بالمرة غدا !!! أودعناكم اغاتي
