من وراء القلب ــــــ سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :

قولوا لها أني نسيت ودادَها
ومسحت من شفة الحنين عنادَها
وهجرت ليلا ً كان يعرف أنني
أهوى النجوم وأستطيب سهادَها
ما عاد يعنيني لهيبُ مشاعر ٍ
مذ خلّفت نار الأنين رمادَها
ولقد شُفيت من الجراح فلم يعد
لنزيفها أثرٌ يشدّ ضمادَها
قولوا لها نفضَت ثيابيَ حزنها
وأتيتُ ألعنُ من أقام حدادَها
لا حزنَ يُرجعُ ميّتا ً من حفرة ٍ
وجدت حشود الدود فيه مرادَها
وقطيعة السنتين تكفي كي أرى
لخزائن الصبر الجميل نفادَها
واليوم أعلن للجميع صراحة ً
أني سئمت من الثياب سوادَها
وعيون أشعاري ؟ سأمسح جفنها
إن بلّل الدمع المكابر زادَها
خمدت براكين الجنون وأدركت
من بين ألسنة الجحيم رشادَها
وتراجعت سُفن العتاب .. كأنها
قد أنكرت بعد الضياع بلادَها
لمَ لا أقول أنا لها ؟ أخشى بأن
يبكي فؤادي لو جرحتُ فؤادَها
وطبيعة الفرسان ترفض طعنة ً
لا نصرَ فيها يستفزّ جيادَها
قولوا لها أنتم .. وأعلم مسبقا ً
أنّ السنابل لا تريد حصادَها
سعد علي مهدي

اترك رد