منبر العراق الحر :
مبادرات كثيرة تلك التي اطلقها السيد رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني ‘ تهدف الى خلق بيئة استثمارية لتوظيف طاقات المجتمع ومواهب الشباب من اجل استثمار هذه الطاقات ورفع القدرات الخدمية والاقتصادية للبلد ‘ ومما يعزز نجاح هذه الخطوات هي الارادة القوية في مواجهة التحديات والمشاكل . العراق لا تنقصه الخبرات ولا الموارد الطبيعية. بل ان له دورا مهما جدا في المنطقة والعالم ‘ كان ولا زال يساعد في تحقيق الاستقرار الاقليمي ويحل الخلافات بين دول المنطقة ويساعد في لّم الشمل العربي فضلا عن دعمه للاشقاء من خلال موارده النفطية وغير النفطية . وجود العراق بين دولتين كبيرتين تقعان على تخوم الشرق الاوسط هما ايران وتركيا يعطيه مكانة مميزة بحكم العمق التاريخي والحضاري والعلمي . العراق سياسيا يحاول ان يبذل اقصى درجات الحرص للخروج من تراكمات الماضي ويتحمل مسؤولياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق علاقات متوازنة مع الجميع ‘ العراق الان في مرحلة استعادة دوره الريادي والاخوة العرب يتطلعون الى دور مميز في المرحلة القادمة ولا نقلل هنا من شأن اي دولة عربية ولكن العراق كبير بغيره من الدول العربية . وهذا يفتح المجال لتبادل الخبرات من خلال المؤتمرات والندوات التي من الممكن ان تنظم بشكل دوري لتعزيز التنمية والخدمات . في الاتجاه الداخلي تعمل الحكومة على انهاء الحساسية بين المجتمع والسلطة من خلال تضييق مسافة الفجوة بين الطرفين عبر فتح الحوار مع الجميع لتكون هناك مبادرات وافكار جديدة للتخلص من الركود المزمن ‘ سبب ذلك عدم وجود مبادرات.لابد ان يكون المجتمع شريكا وليس متفرجا.( الشراكة تستدعي العمل معا من اجل الوصول الى اهداف مشتركة ).كما ان تلك الشراكة تحث على مبدأ التغيير الذاتي الذي ينبع من داخل المجتمع ‘ والتأكيد على ترسيخ قانون الدولة لان من شأن ذلك ان يساهم في بناء مجتمع آمن ومتماسك . وان يتجسد ذلك في اطار بعض الاسس التي تنطلق من عمق الامة العراقية والتي هي مصدر السلطات ‘ من دون اي تدخل خارجي ‘ وان يبقى دستورنا هو الوثيقة الاساسية التي يجب على الجميع ان يحترم نصوصها ‘ وان يضرب الفساد اينما كان وكيفما تكون مستوياته ‘ وان يطبق القانون على الجميع . وان تتوقف احاديثنا عن مشاكلنا بطريقة مأساوية وعاطفية. عشنا في فترة سابقة اوضاعا غير تقليدية لذلك يجب ان تكون الحلول ايضا غير تقليدية . الذي يجب ان نتخلص منه هو الخطاب السياسي المكرر ‘ اضافة الى الخطاب الفكري المزدوج ( غياب الشفافية الذاتية مع ما يطرح ) والذي يتابع بعض المقالات والتصريحات والتغريدات في الكثير من المواقع يكتشف ان الكثير من الكتاب يدورون في حلقة مفرغة ‘ حيث لا وجود للافكار البناءة.لكن الحياة تستمر من خلال منهجين‘خبرة(الكبار)وحماس(الصغار )بمعنى اصح لابد من تزاوج الخبرات الموجودة.ان حصار المواهب وتقييد القدرات يؤدي الى تقييد الابداع والتطور ‘ لذلك يجب فتح الابواب لاندفاع دماء جديدة وهذا يشمل حقول الثقافة والسياسة والفكر والمسؤولية .
