ذات الرداء الأبيض…وفاء اخضر

منبر العراق الحر :

ذات الرداء الأبيض
نسأل عما يجدي
ونخشى الجواب
كلنا للبيع في المزادات
كلنا نشرى ونباع
واالأحلام مجرد أحلام
والكلام مجرد كلام
السؤال هو عينه السؤال
رحلة جلجامش وبوذا
وأنا وكلبتي المنبوذة
ماذا بعد الموت ؟
هل من موت ؟
مضحك السؤال
والحياة ..هل هذه هي الحياة ؟
كلي أحيا من دوني
من دون بعضي
من دون جلدي
من دون دمعي
وملتي وأي من الصفات
كنت في الغاب
في هدأة رحم أمي
وها أنا في زحمة المدينة
أقف على الأبواب
أعرضني للبيع
بأبخس الأثمان
لا أحد يرغب بالشراء
أنا أسود أرادوه أبيض
أنا امرأة أرادوها أنثى
أنا وجع أرادوه نزفا
أنا نور أرادوه عقلا
اسألني
وسأجيب
لا يخيفني موت
أعرف جيدا معالم الطريق
لن أولي وجهي بيت المقدس
أو البيت الحرام
لن أرتل القرآن
ولن أدخل الإسلام
لا أخشى نارا
ولا أنتظر جنات عدن
تجري من تحتها الأنهار
هو الله يعشقني
رغم البثور على وجهي
وفي كافة أنحاء جسدي
أدخل الكنيسة
أجلس على كرسي الإعتراف
أقر وأعترف أنك سيدي تاجر عراف
لم تَر الله ولم تدرك كنهه
بعته للملكوت لأخشاب الصليب
والأيقونات
نعم أقر وأعترف إني بكيت مرارا
جدفت على الله
أخي قال إنني قبيحة
وأبي ضربني لأَنِّي أغني بصوت عال
في الخامسة أو الرابعة
او السادسة لست أذكر
لم يكن أحد قبلني
أو مسد شعري
نادتني ابنة الجيران
لامستني بحنان
لم أقاوم
أرادتني بدون ثياب
لم أتردد
دخلت غابة أسراري
ارتبكت ..سكتت
خفت وارتحت
حدثت أمي عما جرى
يالله !كان مأتما
كان عرسا
كان جريمة شرف
ضربتني ضربا أعمى
لم أفقه لماذا
فقط عرفت أنني أتألم
وأن مكانا في جسدي
علي أن أنساه
أحذفه
لا أتكلم عنه
أتحاشاه
وأنه لعنة
وأنه شقاء
وإنه إرث آثم من عهد حواء
يا امرأة ..هلا تكفي
هلا تصمتي
دعك من الله والمعنى والسؤال
كوني أيهن إحداهن
أنثى تتقن الغنج والدلال
توقظ الشهوة
وتخدر السؤال
أرصفي بعض المفردات والصور المثيرة
سيصفق لك كل رجالات القبيلة
لا تقربي الأوثان
والأديان والتابوهات
وجدهم رسول الله
قولي أن لله أولياء وخلفاء
وأنه ضعيف عجوز جبان
ينتظر من ينصره
على الكفار والشيطان
هي معركة وغلبة
والله لن ينصرنا إن نصرناه
اي إله هذا الذي أنجب الكون من أناه؟
وانا من أنا
أبي لم ينجبني
لن ينجيني إله
دعني لا أكون وجهي
دعني أكون ربي
لأعيده وأستعيد الرغبة
في الحياة
وفاء أخضر ) لست بخير أبدا)

اترك رد