أنَّ الماءَ منْ صلَّى…. سمية اليعقوبي- تونس

منبر العراق الحر :
عَلَى جُفُونِي أقامَ اللَّيلُ موْطِنَهُ
وَسَوَّرَ العَينَ سُهْدٌ خِلْتُهُ كُحْلاَ
وَشَفَّ دَمْعِي إِلى أَنْ لاَ أَرَاهُ, هَمَى
ومَا عَلَيهِ \سِوى بالمِلْحِ\ قَدْ دُلَّا
نَبِيَّةٌ دَمْعَتِي الأُولَى ومُذْ وُلِدَتْ
أُحِيلَ جَفْنِي إذَا هزَّتْ ,لهَا نَخْلاَ
سَجَّادُهَا الخَدُّ ,قامتْ للصلاةِ بهِ
بِلاَ وُضوءٍ ,لأَنَّ الماءَ منْ صَلَّى
عَينِي عَلَى إبرَةِ المِيزَانِ مذْ وَطِئَتْ
قَلْبِي خُطاكَ, فمَا مَالتْ ,ولاَ اخْتَلَّا
وكَفُّكَ الضّوءُ ما مَرَّتْ عَلى وَجَعٍ
إلاَّ أعَادَتْ مِنَ الهَدْءاتِ مَا ضَلَّا
وكُلُّ عِشْقٍ سِوَاكَ الرُّوحُ تُنْكِرُهُ
فَطَالنِي مسُّ مَجنُونٍ بِلِاَ لَيْلَى
قَرَأتُ لوحِي ومِنْ أورَاقِهِ اعتمدَتْ
صمتًا لغاتي فكانَ الأَمْرُ.. أنْ دَلَّا
فبحّة الحلق منذ النطق ما هدأت
ومُذْ أَشَارَ بصَمتٍ, رِيقَها ابتَلَّا
تَشَاطَآ فِي الهَوَى عيْنِي ,وَمَبْسَمُهُ
مَدًّا وجَزْرًا, فمَا ملّتْ ولاَ كلاَّ
في القَنْصِ يرمِي رَصَاصَاتٍ بِيَ اتَّفَقَتْ
بِنِصْفِ عينٍ ومَا فِي رَمْيةٍ زَلَّا
كخَطْفَةٍ لِلــْ… نُجارِي الوَقَتَ نَسْبِقُهُ
كُنْتَ الصَّهِيلَ وعدْوًا كُنْتـُـنِي خَيْلاَ
مَوْلاَيَ سَالتْ شُمُوعِي كُلَّمَا حُرِقَتْ
دَمْعًا كَمَاءٍ, ولَمَّا جُمِّدَتْ فُلا َّ
مَولاَيَ مَا رحَبَتْ بِالغَيرِ أَمْكِنَتِي
لَكِنْ مَرَرْتَ, فَقَالتْ كُلُّهَا أَهْلاَ
وَيسْأَلُ الوَقْتُ هلْ تُنْسَى مَلاَمِحُهُ
معَ الغِيابِ ؟ أجَابتْ لهْفَتِي :كَلاَّ
حَتَى زُليخَة بعدَ الشَّيبِ مَا فَتَرَتْ
عَنِ الغرامِ, فَنَالتْ يُوسُفًا كَهْلاً
أنَا التِي خَطوُهَا يُمْلِي خَرَائِطَهُ
علَى المكانِ. جِبالٌ صغتُها سَهْلاَ
وكُلُّ شَاهِقِ أرضٍ خانَ قامَتَهُ
أَعلَى عُلُوٍ يُرَى فِي حَضْرَتِي تَلاَّ
أنَا التِي قيل لِي فِي الشَّرْقِ سَيِّدَتِي
عِزًا. وَمغْرِبُنَا قَدْ قَالَ لِي : (“لِلاَّ”)
بعينِ شُقْرٍ أُحَلِّي الاخْتِلاَف َكَما
بعينِ سُمْرٍ بَقِيتُ الأَسْمَرَ الأَحْلَى
وَمَا عَلَوْتُ بْحُسنِ الخَلْقِ أَحْسَبُـنِي
لَكِنْ بِخُلقٍ وَطِيبُ الأَصْلِ مَنْ أَعْلَى
مِنْ كُلِّ هَذَا خَرَجْتُ الآنَ أحْمِلُنِي
مِنِّي إليهِ, أُرِيدَتْ خَطْفَةٌ أَوْ..لاَ
لاَ شيءَ يشبِهُهُ , مرآتُه انكسَرَتْ
حيْرَى,فلاَ عَكَسَتْ أوْ خَمَّنَتْ شَكْلاَ
أفواهُ شِعْري تَقُصُّ البَعْضَ, واقتنَعَتْ
بِهِ كمَالاً وَهَا دلَّتْ بِمَا قَلَّا

اترك رد