بلا طلل …..كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :
الــكلُّ مــن فــوقِها أمــسى بلا طَللِ
مَــن عــاش في كُللٍ أو ماتَ بالكَللِ
أرضٌ ومِــن حــولِها ما انفكَّ معتزلٌ
يــسري بــها أســفاً في شكِّ معتزلِ
ما استَطرَدت فكرةٌ في عقلِ كاتبها
إلاّ ومِـــن نــبعهِ زقّــت بــلا وشــلِ
مــنّا بــمَن غــيرِه قــد بــاتَ منشغلا
والــكلُّ في نفسهِ قد باتَ في شغلِ
فــانــظرْ إلــى أيّــهم بــانَت مــعالمهُ
فــوقَ العُلا صرحهُ يَشفي من العِللِ
طــافَت ومِــن حولهِ الأفلاكُ حاسرةً
تــرجوهُ في غَبَشٍ مرّت على عجلِ
والــروحُ فــي كَــنفٍ إن مرّ عاشقُها
يَــسمو بــه شــرفٌ أعلى من الزحل
لا يــنــحني زائــرٌ لــو جــاءٌ يــلثمه
هــذا الــعُلا حــسبهُ عــدلٌ بــمعتدلِ
نــعمَ الأبــيُّ الــذي يَــصبو لــعروتهِ
مــن رامَ في وصلهِ أو بعدُ لم يصلِ
عــلمٌ ومــن لــطفهِ مــا ليس يدركهُ
إلا وفــي حــاصلٍ يــأتي بــمنحصلِ
أيــقنتُ مــستبشراً أزجــي قلائِصَها
مــشّتْ على عرفهِا خيلي وذي إبلي
مــا مِن خليلٍ خلا من وجهِ صاحبِنا
إلا ارتــمى خــلّهُ فــي ذلــكَ الــخَللِ
نــهرُ الــفراتِ قــذىً مُذ لامسَت يدهُ
يَــطغى على جرفهِ بحرٌ من الخَجلِ
لـــلآن فـــي كــفّــهِ جــودٌ يــحدّثنا
طــعمُ الوفا شربةٌ أشهى من العسل
من زاغَ عن شرعِهم لا شكَّ شانئهم
فــي قــلبهِ مرضٌ والعينُ في حولِ
دعْ عــنــكَ لائــمة فــاللومُ مــحتقرٌ
طــبعُ الــوَرى مِــللٌ تَــدعو إلى مٍللِ
لــكــنَّ لـــي مــنهجٌ بــالفخرِ مــعتبرٌ
مــن ســيّدٍ قَــرمٍ يَــنأى عَــن الــزللِ
أســمــاؤهم أنــجمٌ مُــذ لاحَ بــارقُها
والــنورُ فــي أصلهم ما حلَّ بالحيلِ
ما ضرَّهم لو أتى في الدربِ محتفياً
يَــسعى لــهُ حافياً في صفِّ منتعلِ
هــل يشفي من علّةٍ لو جنَّ عاشقُنا
والــعلم فــي أصلهِ يَشكو من العللِ
يــا قــاصداً كــربلا والــدمعُ يسبقُنا
فــاضت لــنا مقلٌ فامشي على مَهلِ
آه عــلــى مــدمــعٍ صــمتٌ يــمازحهُ
والــصمتُ فــي أُسّــهِ إيقونةُ الكسلِ
ويلي على غُربتي والناسُ في شَرَقٍ
إن جــئتَهم عــارفاً ســاووكَ بالجهلِ
مــا ضــرَّني جــاهلٌ لــو عادَ يَغلِبُني
حُــزني على أهبلٍ يدعوني من هُبلِ
لــلــه مـــن واحـــدٍ ربّــي وأعــبدهُ
والــشرك أنــفضهُ كــالرملِ من جملِ
والــشركُ مــفسدةٌ فــي محفلٍ همجٍ
يــبقى بــه خــللٌ لــو بــانَ في حُللِ
شــكٌّ يُــساورهم في بعضِ ما كتبوا
والــبحرُ فــي جــوفهِ لابدَّ من وشلِ
لــو كــانَ مــرقدَكم مــن تحتهِ حِمَمٌ
يــلقاكَ فــي بَــردٍ يــطفو على البللِ
عــينُ الــيقينِ هــدىً والظنُّ منقصةٌ
لــن يستوي ناقصٌ في صفِّ مكتملِ

اترك رد