بين نهرين ,,,,سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :
رمتكِ الريحُ خارج ذكرياتي
وماتت فيكِ أصغرُ أمنياتي
فلا أسفٌ على زمن ٍ تولّى
ولا ندَمٌ على ماض ٍ وآت ِ
هي الدنيا وما كانت لتمضي
بدون عجائب ٍ ومفارقات ِ
وأغربُ ما بها .. أن كانَ حبّا ً
بلا عقل ٍ .. وصارَ بلا حياة ِ
أيا قيثارة ً ظلّت سنينا ً
ترافقُ نغمة ً في أغنياتي
ويا لغة العيون .. وكنت دوما ً
أفضّلها على كلّ اللغات ِ
ترى أين اختفت سفنُ الخزامى
وكيف تصحّرَت شفة ُ القناة ِ
وأينَ الشوقُ من سهَر ٍ طويل ٍ
به امتدّت على وجَع ٍ صلاتي
نسيتُك ِ؟ ربّما .. فالشعرُ يجري
ولا أثرٌ لحبرك ِ في دواتي
وما عادت حروفُ الشوق همسا ً
تحرّكُ ساكنا ً من مفرداتي
( أحبّكَ ) ! .. لفظة ٌ لا روحَ فيها
كقول ٍ للمريض على السُبات ِ
( أحبّكَ )! .. أيّ دمع ٍ فاض منها
وما نفعُ البكاء على الرفات ِ
زمانُكِ قد مضى كالليل صيفا ً
وعرشكِ لم يعد عرشَ الطغاة ِ
تغيّرت الوجوهُ وكدتُ أنسى
بأنّكِ كنتِ في يوم ٍ فتاتي
فليس الغدرُ بعد الحبّ إلا
كأشواك ٍ بأقدام الحفاة ِ
وفي السنتين من ألم ٍ .. شعورٌ
كفيلٌ كي أغيّرَ من صفاتي
بلى .. أحببتُ غيرَ النبع ماء ً
وفي أعماقه ِ أدركتُ ذاتي
فلا عتَبٌ إذا يمّمتُ وجهي
لنهر النيل .. يا نهرَ الفرات ِ
سعد علي مهدي

اترك رد