منبر العراق الحر :
أيُّــــهــا الــنــائــي بـــلا أصــحــابِ
مـــاذا تــقــولُ الــعــينُ لــلأهدابِ
أفــزعتَها يَــوم الــنَوى فاستَسلَمتْ
حــيــنَ ارتــحــلتُم دونــمــا إيّــابِ
حــنَّتْ ألــيكَ الــيومَ فــي أشواقِها
والــقــلبُ يــشكو وحــشةَ الــغيّابِ
يـــا مُــلهمَ الــروحِ الــتي عــلَّمتَها
إنَّ الــقــوافــي مُـلـتقى الأحــبـابِ
لا يــفسدُ الــشعرُ الــذي مــا بــيننا
مــن عــشرةٍ يــا مــعشر َ الأطــيابِ
يـــا حــاطباً لــلنارِ خــلِّي أضــلعي
الــفأسُ أمــضى أم يــدُ الحطّابِ ؟
أذنــابُــنا ســـادَت عــلــى أســيادِنا
والــشــرُّ كــلُّ الــشرِّ فــي الأذنــابِ
فــاعــتلَّ قــلبي يــا لَــها مــن عــلّةٍ
هـــدَّت فـــؤادي نــظرةُ الــمرتابِ
مــاذا يــقولُ الــقولُ فــي قــرآننِا؟
يـــا أيُّــها الــداعي إلــى الأحــزابِ
لَـــن تــغــلبوا إلا بــحــزبٍ واحــدٍ
لــــلــهِ فــــيــهِ غــايــةُ الأســبــابِ
أعــلنتُها لا خـوفَ بــي مِــن جاهلٍ
لا لَـــن نــطــيعَ الأمـــرَ بــالإرهابِ
هـــذي بــلادي أهــلُها فــي حــيرةٍ
لـــلآنَ تَــشــكو ســطوة َ الأغــرابِ
حــتّى ارتــدينا الــذلَّ ثــوباً مــا لنا
والــكــذبُ يَــعــلو مــئزرَ الأثــوابِ
يــكــفينا أنّـــا قَــد شــربنا كــأسَنا
مـــن أيـــدي بــاغٍ خــادعٍ كــذّابِ
أعــيانُ قــومٍ إن بَــدت أســماؤهم
نــمــنا فــنــامَت أعــيــنُ الــنــوّابِ
يـــا أمــةَ الــعُربِ الــتي أســيادها
ســادوا بــها فــي لــهجةَ الأعــرابِ
وجهتُ وَجهي في هوى مَن لا يَرى
إلاّ بــــعــقــلِ الــــذاكــرِ الــــتــوّابِ
وجــهتُ وجــهي مــسلماً مستبشراً
نــــحــو الإلـــهِ الــقــاهرِ الــغــلاّبِ
وجــهتُ فكري في رؤى مَن يَعتلي
مــجــداً وعــزّاً دارَ فــي الأحــقابِ
يـــا مــنــبراً لــلــعلمِ يـــا عــلاّمها
تَــبــقى لــتَــبقى مــنــهلَ الــطلاّبِ
هـــذا عــليٌّ مــظهرُ الــحقَّ الــذي
فــيــه اســتدلَّت عــصمةُ الــكُتّابِ
قَــد طــلَّقَ الــدُنيا الــتي هامَتْ بهِ
مـــا اغــترَّ يــوماً فــيها بــالأنسابِ
هـــذا عــلــيٌّ حــصنهُ مــن فــاطمٍ
لــولاه ُ لا لَــم تــنجُ فــي الإنــجابِ
حــتّى كــأنَّ الــموتَ لا يَــرضى بهِ
إلا بــنــزفٍ مــنــهُ فــي الــمحرابِ