منبر العراق الحر :
استهلال لا بد منه…
كان يجهشُ بالبكاء
حينما تقتحمُ ذاكرتهُ
تفاصيلٌ أخرى
لروايةٍ لم تنجزْ بعد
تحكي عن عذوبات وعذابات نهر الورد…..!*
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
النص…
-١-
جراحُنا أجراسٌ تقرعُها أكفُّ المدن
قالها ناسكٌ واختفى..
لم ننشغلْ برهةً
عن قراءةِ نهرِ الورد
حيثُ التفاصيلُ ضفافٌ
يعطرَّنَ جدائلَ ماءِ القلبْ…
-٢-
للورودِ الساكباتِ شذى أحزانهنَّ:
طعمٌ
وللصبايا اهزوجةٌ
طالما أطّلّت برأسِها من كوّةِ الورد…
-٣-
حياتُنا نهرٌ من الورد
قالها شاعرٌ واختفى
حياتُنا نهرٌ
شرعنا بانشغالاتِهِ:
وردةً وردةً
كنا نغازلُ ايقاعَها المائيَّ
كلما ذبلت وردةٌ
بكى النهرُ مرارةَ دمعِهِ
واستيقظت وردةٌ أخرى
على طبولِ الذبولْ…
-٤-
أيُها النهرُ الممتّدُ فينا:
نسغاً من عطرٍ جنوبيٍّ
أفق عندَ بزوغِ الحلمْ…
-٥-
سألتني وردةٌ ذات شهيق:
هل قلبُ الشاعرِ حقلٌ لكلِّ تلك الورود؟
أجابها عصفورٌ كان يغردُ في بساتينِ النبض:
أيتُها الوردةُ العطشى
تحتَ جلدِ الشاعرِ تسكنُ قبائلٌ من الورد
يجمعُها نهرٌ ضفتاهُ:
مجبولتانِ من رحيقٍ وحريق…
-٦-
جراحُنا أجراسٌ تقرعُها أكفُّ المدن
قالها عاشقٌ واختفى..
عند هطولِ الذبولْ
بكت وردةٌ واستشاطَ أنينُ
بكى شاعرٌ
تأبّطَ نهرَ الوردِ كتاباً
لأحلامِهِ واستفاقَ حنينُ…
-٧-
كثيراً ما بكى شاعرٌ:
على وردةٍ جنوبيّةِ الشذى
وجدوها شاحبةً مصلوبةً:
على عمودِ آخرِ شهقةٍ
من بقايا الغجر..
كانَ عودُها
تفوحُ منهُ رائحةُ المراثي
ثمَّةَ أغنيةٌ:
غصّت بآهاتِها حنجرةٌ شاحبة
رواها المغنّي:
غَنّي على بوَابتي واستنطقي شجَني
اني قرأتُ كتابَ الموجِ يا سفني
لا تسألي عن جراحٍ
كم مكثنَ هنا
انَّ الجراحَ تغنّي خارجَ الزمنِ…
-٨-
أجهشَ نهرُ الوردِ ببكاءِهِ العطريّ
حينَ مرّت بهِ فراشةٌ واستفزّت خيولَ صمتِهِ
عندما سألتهُ عن ناسكٍ لم تكتملْ صلاتُهُ
قرعت أجراسَ جرحِهِ كفُّ المدينةِ واختفى…
-٩-
أجهشَ نهرُ الوردِ ثانيةً ببكاءِهِ السومريّ
حينَ مرّت بهِ قصيدةٌ أشعلت ايقاعَ حزنِهِ
اذ سألتهُ عن شاعرٍ:
قالَ ذاتَ همسةٍ:
حياتُنا نهرٌ من الوردِ واختفى…
-١٠-
أجهشَ نهرُ الوردِ ثالثةً ببكاءٍ غجريّ
حينما أعلنت ضفافُ التفاصيلْ:
صلبَ صلاةِ الصبايا على عمودِ الذبولْ
وانحسارَ موجِ الأهازيج
وموتَ المغني
الذي أطّلَ برأسِ أوجاعِهِ:
من كوّةِ الورد…
-١١-
أيُها الطائرُ-النهرُ المغرّدُ خارجَ أسرابِ
التفاصيلِ في المدينةِ كم احتطبتنا أسرارُ
فؤوسِ الغوايةِ اذ ساقتنا طبولُ الذبولِ
عبيداً للملّذاتِ حينما أصبحت جراحُنا أجراسَ
جمرٍ معتّقٍ تقرعُها أكفُ المدنِ قالها شاعرٌ
عاشقٌ واختفى خارجَ أسوارِ صهيلِ شعرِهِ
يتأبطُ المغني كتابَ ضفتينِ ويقول:
جراحُنا رحيق ونواحُنا حريق
نواحُنا رحيق وجراحُنا حريق…..!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
*نهر الورد: رواية للشاعر تحت قيد الكتابة
