( خفايا الأمان الروحي)….هيفاء البريجاوي

منبر العراق الحر :
أحبتنا الأعزاء ،أهل أوطان قلوب مكرمين بضيافة الزمن الجميل
قد تم تداول غياب النت لفترة زمنية وما أصاب من هلع نفسي لكيفية معاش ساعات الغياب عن مفكرة اوقات أصابت فينا تفاصيل حياتنا اليومية.
وكأنها من ابتلاءات الكوارث الطبيعية التي أصابت العالم حفظ الله اوطاننا الحبيبة واهالينا المكرمين.
عدت بذاكرتي، مع نجمات الصيف وقمر الربيع ،وأجنة ثمار الخريف،وانا اخاطبهم بروح حروف تسبقني إليهم بدمع الحرف الوفي ،لكل الذكريات بألمها وفرحها ،بمواسم الحب الخالد.
عدت لحقبة بعيدة قريبة هي نحن
ما الذي تغير ليصبح الانترنت،العقل الباطن،لتفاصيل حياتنا ؟!
وماالذي نفتقده لترحل الروح أجساد الوقت وتخاطب ارواحا أضافت لنا أسمى ما ننسب إليهم حياة الخلود بوجود حقيقي لمعاني الوفاء والنسب والتقدير.
من بدايات مراحل طفولة واقعنا إلى شيخوختها.
حتى الاغتراب والاشواق كانت لها حرمة مشاعر مختلفة .
حينما يحضر ساعي البريد مرسال يستغرق اسابيع من التوقيت الزمني.
حتى الحروف كانت قيمة بمشاعر حقيقية تصل بكل طاقة ما تحمل من صداها للروح
والكل يلتم،حول حديقة قلوب تحمل لبعضها الخير والحب ،تعيش المشاعر بأوجها ،باحزانها قبل افراحها.
لننتقل إلى متعة الطبيعة وروعتها،بين اشجار الحقول والبساتين التي ارتوت من عطر الشيم أنفتها،،رائحة التراب لا تزال تراود قلوبا لا تعلم الرحيل عن عالمهم النقي.
صوت موسيقى حفيف الأشجار وأضواء السماء تشارك اهل الارض أعراس المودة وتستضيف قلوبهم الخيرة بروعة جمال الليل والسهر الطويل
والقمر ضيف شرف
يستقبل ويودع أسرار الكون بين روابي تشتاق المطر الدافىء،الذي يروي،عطش لياليه،للمسة،فجر تجدد حياة الكون
ليتوزان الكون بموازيين عدل رب السماء والأرض
من جعلنا خلفاء على الأرض لنعمرها،ونشبعها الحياة التي تليق بمن سخرها لنا بأرزاقها وثمار لذتها ،لطاعات تعود علينا بالخير الوفير والرزق الذي يدوم
ورفع السماء بلا عمد ترافقنا،وتمنحنا،بظلالها،الوارفة،كل مواسم الحياة والجباه تسجد على الأرض وترتفع الأرواح وترتقي استحياءا وورعا مخافة خالق رحمن رحيم ،تناجيه،الغفران والرحمة ،التي تلاشت من قلوب الخلائق.
لاعود لطفولة لا تزال حاضرة ببراءتها،ونحن نعيشها بين ازقة الحارات ورائحة الطبشور والألوان لا تزال على اللوح المحفوظ بذاكرتنا ،المحفز لكل تقدم نسعى له بين مناكب السنين .
والحماس وهيبة دخول اساتذتنا الصفوف وتجولهم،حول المقاعد والكلمات تتلعثم بين شفاه الحروف هيبة ورهبة ممزوج بالحياء والخجل .
حتى المنافسة بين الأصدقاء وحدت نفس الصفوف التي تتعاضد لتوزع قسمة المنح الدراسية لتكتمل رحلة الحياة ودورانها السوي.
فجأة ومرحلة زمنية خاطفة غيرت تضاريس الحياة وفصول السنين
سرقت من التاريخ تراث الأصول والمعادن ،ليختلط،نسب الحرف وتضيع هوية الروح ،
الحب الذي هو الروح الحقيقية لكل ما هو حي
تلاعبت به البشر .
ليبقى الحب الخالد الذي مهما خادعوا البشر بامتثاله .تجرأ مع النفس الخداعة لتصيب عالمنا التصنع والتمثل بكل ما هو يشبع غايتها الانتصار بتدمير وسلب وسرقات مباحة بواجهات حرمات مقدسة .رغم درايتنا نهاية المطاف .رغم كل ما يدور حولنا من خراب وتدمير لا تزال الحرب مفتوحة على مصراعيها
بين ما يحفزنا للتقدم واشباع ارواحنا الخلود الفطري وبين ما يجعلنا رغم كل التكنلوجيا والتطور بدرك خطير من الهاوية التي تقاتل فينا لذة الراحة ،متعة المعرفة ،السعي لتفتح آفاق الإدراك لاجيال
لا بد أن توجه لنا نفس السؤال
والكل لا بد أن يجهز الإجابات التي عاشها وامتحن فيها من تجارب الحياة وشهادة الخبرة مدار التمعن والحقيقة التي لن تفارق إنسانيتنا التي أن اضعنا هويتها وهي الاخلاق التي مهما تقادم عليها الزمن تبقى المحرك الأساسي والجوهر النفيس التي تعبر بها الاقاصي بعزة وكرامة روح ووجدان الخلق الحسن
ليعود الانترت،ينتعش بالفكر المشبع بوحدة الصفوف لكل ما وحد قلوبا تشتاق التواصل ،تشتاق من وحدتنا بهم تلك المعايير القيمة والمشاعر البليغة من الحب المقدس ،كحب الأوطان وحب الجمال الذي يبقى تاريخ مذكرة الحياة عنوانه فجر الشروق.
الكاتبة هيفاء البريجاوي

اترك رد