منبر العراق الحر :
عندما تغادر
لن أحزن أو أحرق نفسي
لن أقوم بأفعالٍ طائشة
كأن أستيقظ في منتصف الليل
لأسقي زهرة حبنا الذابلة
أو أحشر رأسي في الفرن
كما فعلت سيلفيا بلاث
وتركت قصائدها في المطبخ تبكي بلا توقف!
لن أمدّ يدي
لأرسلَ لك إيماءة في الهواء
لتزورني..
لن أعانق اللحظات التي ما زال شبحها
يبني جسراً بيني وبينك
سأحاول أن أتحوّل إلى حجر فقط!
لن أذوب
وأتناقص مثل نهار شتوي
أو أتلاشى مثل غيمة صيفية عابرة
ربما أثقب قلبي لتخرج منه مبللاً بالدموع
ربما أحاول أن أعاقب الغابات
التي تمدّ لي لسانها
كلما مشيت فيها لأنساك
أو ربما أخمد نيران الذاكرة
كلما مررت لساني
لأتذوق قبلة تركتها على شفتي السفلى
سأحارب
فكرةَ الانجذاب لكَ أو لرائحتك
بشيءٍ من الهيستيريا
كما لو داس أحدهم
على قدمي فأصرخ
لن أستمر بحبك كما أحبَّ
دونكيخوته حبيبته دولثينيا
أو كما أحب كافكا ميلينيا
حد الجنون
لن أكتب لك كما كتب
نابليون إلى معشوقته جوزفين
عندما كان في الحرب
ولكن ربما أرمي نفسي
في البحر كما فعلت إيزادورا
التي كانت تودّ عناق حبيبها للأبد.
هند زيتوني