منبر العراق الحر :
بإصبعٍ مرتعشٍ على وتر
تحضركَ الرّيحُ
كمن مسّتهُ عصا سحريّة.
تتسلّل في مساماتِ الحلمِ الرخيمِ
وأساطيرِ الأوّلين.
لو امتلكتُ عصا سحريّة
لملأتُ الأرضَ قمحا وأقمارا
وشبيهات لي.
لكنّ الأمنيات محرّمة
والعينُ لا تتّسعُ إلاّ لفراقٍ واحد.
همستَ لي مرّةً
دعي كفّي المليئةَ بالأكاذيب
وقبّلي بعينيكِ جرحَ قلبي
إنّهُ ينتظركِ قربَ الموقدِ البارد .
كان الفقرُ نعمةً
وكنّا نخفي في الصورِ القديمة
قدرَ الحطب.
ننتظرُ فانوس الزّيتِ القديم
ليضيءَ شعلتهُ
فوقَ الهضابِ البعيدة.
رطوبةُ الحبّ
عالقةٌ في المنزلِ المهجورِ
في أنفِ الزوايا
في أضواء المدينة
وبقايا الأثاثِ الحزين .
لو أنّ الصبحَ احتضنَ نجمتهُ
لنزفَ الجرحُ البعيد
وثارَ في القلبِ
فتاتَ الخبزِ السّعيد.
كنتُ رصفتُ الأغاني الذابلةَ
حولَ مشاتلِ الوجع
وانتظرت سُقيا الغيمِ الأخضر
بفارغِ التّعبِ
، لأعود.
لكنّ حقائبي يتيمة
لا تعرفُ الهدايا
والدفءُ الذي خبأتهُ
أحرقهُ الصّقيع.
……
#صباح عيسى
سوريا