منبر العراق الحر :
لو تعشق شاعرة
ستفهم أنَّ الفرح سهلٌ عسير
لا تخسرْ رائحة جلدك…
أو ترقص على وقع موسيقى الكون
أو تغني له ..
هوذا الخلاص
أستطيع أن أختبئ في راحة يدك
أنثى طفلة ..
هل تفقه هذا ؟
لمّا أشعر أنَّني بكماء ..وأنَّني بوجه أبله
وأنَّني بلغةٍ كاذبة ..وأنَّني بدون سقف أو سماء
وعريٍّ دائم
كيف أدخل اللغة والدفء ؟
كيف أتكوّر في حضنك
كيف أبكي بهدوء وعمق؟
كيف أشهق وأضحك
ويعود لي البريق؟!
قبل الحرب سأولد
هنا في الجنوب
بثيابٍ متسخة
ولكنةٍ منحرفة
ووجهٍ لم يرَ البحر ولا المطر
وببقعٍ من عطشٍ على نهديَّ
وفي القلب …
دخلْتُ عظامي مذ رأيت
إخوتي يجرعون التراب
ويشهقون الوجل
نعم..أخشى العباءات والابتسامات الماكرة
ووجوه السّاسة
نعم إصبعي على فمي
وذراعاي منكمشان
العدّو لم يهدم بيتي
عليَّ أن أضع رأسي بين فخذيَّ
حتى تعبرَ الغارة ..
بعد نصف قرن ..
سأنهض بدون ولاء أو خوف
بقلبٍ من وجع
ورائحة من عفن
لا بأس هي انتفاضة حياة!
كيف تراني عجوزاً أتكئ على عصا بأنف متدلٍّ
وأسنان سئمتِ المضغ ؟!
سأعضّك وأعدو
ألتقط نجمة
وأهبط في حجرك
وفي عيني عبقٌ
وبريق ..
منبر العراق الحر منبر العراق الحر