Exif_JPEG_420

أحلام….. نسرين حسن- سورية

منبر العراق الحر :

من أوراقي
تبزغُ أبديةٌ بيضاء
وقصيدةٌ شعرُها مبللٌ بالليل
فراخُ طيرٍ ناعمة
رائحةُ الليلكِ والعنبِ الأسود
الصمتُ يلامسُ وجهي بارداً
يقشّرُ أحلامي في بيتها الخشبي
السّماءُ آنيةٌ نحاسيّةٌ
الماءُ حارٌ في كأسي وفي غيمةِ تموز
نوافذٌ عاليةٌ
مأخوذةٌ بلذةِ الأقدامِ الصّغيرة للعصافير
صباحٌ يسقطُ عاشقاً برائحةِ القهوة
الأحلامُ محروقةٌ كخبزٍ ريفيٍّ
الأحياءُ خيطانٌ من الدُّخانِ الرّفيعة
الكهنةُ والشّيوخ
يشوشونَ مايجب تصحيحهُ
في الظلِّ أرجوحةٌ للشمس
الحشراتُ الصّغيرةُ تكبرُ برأس الحرب
لنتشبثَ بالموتِ بشكلِ عناقيد
العبيدُ جدرانٌ للجحيم
الحقيقةُ شجرةٌ يكللها الضباب
الضبابُ يملأُ يدي
فأرى البحرَ عارياً من ملحهِ
دمي يقفُ على فسحةٍ رمليةٍ
حواسي في قوقعتها اللّينة
الحروفُ زواحفٌ عملاقة
تحملُ ذاتي بين أنيابها
العشبُ لحيةٌ خضراءَ واسعة
على جلدِ الأرض
الحياةُ مجهولةٌ
كنزيفٍ في الأحشاءِ
والزّمنُ سجنٌ لليائيسينَ واللصوص
للأبطالِ والمهزومين
الهواءُ ساحلٌ طويل
الرّئةُ بحيرةٌ أكثر زرقةً من عينِ قطٍ أبيض
الشّمسُ أنثى لأجلها تلوّنُ الأصوافُ والحليّ
لأجلِ المخطوطاتِ والأنساب تبنى المدافن
لأجلِ اللّيل يطيرُ الخفاشُ فوقَ الخوخِ النّاضجِ
لأجلِ البراءةِ تبدو أعماقُ العينِ ناصعة
نرى أشياءَ بسيطةً كجريانِ الدّمِ في الساق
أو حادّةً كمنقارِ الصقر
أو حيّةً كثنايا الدماغ
كلُّ شيءٍ هناك يصبحُ مقدساً
حيثُ الحياة
تدّقُ أجراسها البدائية
فتتقلبُ المخيلة فوقَ قمرٍ هلال

 

اترك رد