مرتقى خجلِ اللبلاب…د. حازم رشك التميمي

منبر العراق الحر :
قساوة ٌ في ربيع ِ النار ِ لا الشرر ِ
وطائرٌ قيل َ ذاك المنتهى فطر ِ
وطار، حتى إذا ما غيمةٌ صنعت
سقفًا عليهِ أمالَ الجنحَ للمطر ِِ
مزّق ْ من الريحِ ثوبا وابتكر ْ إبرا
يامنْ يخيطُ ثقوبَ الريحِ بالابرِ
أمامكَ البرقُ :مرْهُ جد ْ براعدة ٍ
عشا فما عششَ الفينيقُ في الشجر ِ
يكفيكَ أنَّكَ وجه ٌ والإطارُ دمٌ
هزأتَ باللؤلؤِ المحبوسِ بالاطُر ِ
نفضتَ جنحي خبال ٍ لم تكن ْ أسفا
بأنًَكَ الثائرُ المخبولُ في البشر ِِ
كم عاصف ٍروّضت عيناكَ كم حجرٍ
سقيتَ جبهتهُ من وابلِِ الحجرِ
وكم غروب ٍ بموالينِ عدتَ بهِ
قبلَ ارتدادِ وميضِ الطرفِ للسحرِ
وكم حداد ٍ على شباكِ ثاكلة ٍ
من النخيلِ بقلبٍ جد ّ منفطرِ
صببت َ روحكَ أوتارا فما فرحٌ
الا الذي أنتَ منهِ في دمِ الوترِ
بينا تحطّ على الجدرانِ فاختة ٌ
تحط ّ قبرةٌ في قلبِ مدّكر ِ
وتستجمُّ على موّالِ مجمرةٍ
بنى الرمادُ عليها شاحبَ الجُدُر ِِ
آوتْ إلى سمرةِ الفانوسِ وافتتحتْ
عهدَ الحريرِ فخذْ ماشئتَ وابتكر ِ
ركوبُكَ الحلمَ المذبوح َ متكئاً
على انبعاثكِ لا مخضرةِ السررِ
فخامةُ الوجعِ القدّيسِ في كبدٍ
لو قيل : هزّي تساقطْ هامةَ القمر ِ
وسَورةُ الشاعرِ الجبّارِ ممتلئاً
من النبوءاتِ في معشوشبِ العمر ِ
وآيةُ الفيلِ حينَ اشتطَّ أبرهة ٌ
وقالَ للنفسِ : هذا البيتُ فاتمري
ومرتقى خجلِ اللبلاب ِ حين دنا
دنوَ عاشقةٍ في منتهى الخفر ِِ
وأحجياتُ سكونِ الليل ِ في قدح ٍ
مالذّ لولاهُ طولَ الدهر ِ في ثَغَرِ
وقامةُ الضوء ، كلُّ الكونِ منعكسٌ
على مراياهُ مهما ارتدَّ في البصرِ
وهيبةُ الفجرِ قدْ قُدَّتْ مآزرهُ
إبّانَ غلّقتِ الأبوابُ من دبر ِ
وعنفوانُ ربيع ٍ ، كفُّ ساكبةٍ
ندى البهاءِ على مستبشرِ الزهرِ
وغايةُ الفلك الممتدِّ أذرعهُ
تطالُ حتى خفيَ السرِّ في الفِكَرِ
هاأنت هذا ، وماذا بعدُ ياوطني
ضلع ٌ كسير ٌ ووجه ٌ جدُّ منعفرِ
بياضكَ المحض، هذا الطينُ في شفتي
لما لثمتكَ مشتاقا من السفر ِ
وأهلكَ اليشربُ الشذّاذُ من دمهم
باتوا كما القصبِ المشتولِ في الحفر ِ
كلُّ المنيّاتِ قدْ جُربْنَ في بلدٍ
تنامُ فيهِ أمانيهِ على حصر ِ
منزلٌ أن يعيشَ الدهرَ في شُعَبٍ
( ماينتهي خطرٌ إلّا إلى خطرِ )
من نحنُ قلْ لي أبيتَ اللعنَ ياوطني
هل ذنبنا أنّنا نحيا على كبر ِ
وأننا غرّةٌ في كلِّ حالكة ٍ
وأنّنا منتهى القاماتِ في النظرِ
وأنَّ أطولَ عملاقٍ وقفتَ لهُ
قد صارَ احدوثةَ التاريخِ في القصر ِ
قل ْ للعباءاتِ إنَّ الشطَّ مشتعل ٌ
فليسِ في الماءِ بعدَ اليومِ من نُذرِ
وليسَ للهدهدِ الجوّالِ حين سعى
إلى سليمانَ عن بلقيسَ من خبرِ
وليس في الجبّ غيرُ الذئبِمعتذرا
فايُّ متهمٍ في زيِّ معتذر ِ
وليسَ في معجمِ التفاحِ غيرُ يدٍ
تشيرُ للشبحِ المزكومِ في سقر ِ
وددتُ لو اوقظُ القنديلَ في حلمٍ
أقامَ مأتمهُ في عينِ منتظرِ
واستعيرُ من الدخانِ بوصلةً
إلى سوى وطنٍ كالوهمِ لم يشر ِِ
دلالةٌ أنَّ للابوابِ مبددأً
تمامهُ في خلودِ التيهِ لا الخبرِ

اترك رد