رثاء ٌ لا بدّ منه _____ سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :
هـذا الـمُعـذّبُ بـيـنـنــا سَــيُريحُنــا
لــو مــاتَ دون إطـالــــةٍ وعنــاءِ
واختـارَ عن عمـدٍ طـريقـةَ موتـهِ
كخيوط شمس العصر ذاتَ مساءِ
قد بات في الرمَقِ الأخير ولا أرى
مـمّـــا نحــاولُ فـيـــهِ أيّ رجـــاءِ
لا حُبّ يقـدرُ أن يعيـشَ مُعَـلـّقـــا ً
مــا بـيـن أرض ٍ رخـوةٍ وسـمـاءِ
فتـذرّعي بالصـبـر وهو وسيلتي
وتجرّعي السـلوان وهو عزائي
* * *
هي لحظـة ٌ أنّى التفتّ وجدتــها
تمشي أمامي أو تسيـرُ ورائـي
وحـقـيـقـة ٌ لابـُـدّ منهـا طالمـا
كـشــفـَت بشاعتَها بدون رياءِ
حشدٌ من الأعبـاء يُرهقُ كاهلـي
وعـلـيـكِ حشدٌ زادَ من أعبائـي
وأظافرُ القدَرِ التي اقـتـلعَت فمي
وعلـى أصـابـعــهِ تسـيلُ دمائـي
هي ذاتـُها قد صيـّرتـكِ أسيــرة ً
رهن الظـروف كـدُميـةٍ خرسـاءِ
* * *
يا جرحَ عُمري.. يا جريحةَ َواقعي
يا محنتـي .. وحبيبتـي .. وبلائــي
تعِبَت من الصمت المرير حناجرٌ
لم تلقَ ظرفا ً سانحا ً لغنــــاءِ
وصـراخنــا الـمكتـوم أصبحَ فجأة ً
كجـنـــاح طـيـر ٍعاشــق ٍ لفضــاءِ
لا الأرض تمنحُنا الشفاء ولا نرى
إلا الـنـجـــوم قـريـبــة ً لـشـــفـاءِ
فليــَرحم الرحمــنُ حُبّـا ً صادقــا ً
أبكـى وأضــحكَ وانتــهى بـرثـاءِ

اترك رد