قصيدة “وديعة لا تسترد- مجزرة سبايكر”…. طالب الكناني

منبر العراق الحر :
مجاراةً لقصيدة الشاعرة الكبيرة عطاف سالم من المملكة العربية السعوديه في قصيدتها عن جريمة العصر ” سبايكر” اقدم قصيدتي:
دهرا تَهيمُ على القفار مواجعي
و تعود تورق من هشيم أضالعي
ذكرى لهم لما نظرت رأيتني
أحنو على طفلي الصغير الوادع
في المهد يرقد ليس في حركاتِهِ
عندٌ ولا حينَ السكوتِ بطائعِ
طفلٌ ولا في الوصف أبلغُ واصفٍ
يأتي على ذاك النَضارِ الرائعِ
تمضي به الأيام و هو رهينةٌ
ما بين حضنٍ دافءٍ و مرابعِ
يتتأتأ الكلماتِ حين يصوغُها
فيصوغُ لُغزا تقتفيه مسامعي
و على أريكة جدِّه هونا مشى
و ألى أبيهِ بركضهِ المتسارعِ
و على مقاعد درسه كتبَ الفتى
أحلامَ نشأٍ حالمٍ و مطاوعِ
و على مضاضة عيشنا كَبُرَ الفتى
و رأى كتاب الدرس ليسَ بنافعِ
ضرب الفتى كل الجهودِ لثنيه
و أقام يرمي نحو أرض مَصارعِ
حتى انتهى بين الجموع بسقطة
فوق الضفاف و ما هووا بمواضعِ
شأني مع الأيام يحرقني الأسى
هل من صقيع الثلج نحو أضالعي
كبرت على الآهات أُمنحُ لحظةً
دون البكاء و قد هدرتُ مدامعي
مسودةٌ من الف عام سِحنتي
مرخوصة للبيعِ كل ودائعي
بنت الجنوب و ما حملت بخافقي
غير الفواجع تحتفي بفواجعي
———————————————-
[ قدري قد مدّ لي من مرارته يدا ] حول هذه الصورة المتداولة في ذكرى #مجزرة_سبايكر ورحم الله جميع الشهداء وقطع دابر الدواعش جميعًا
لم أجد مايليق بهذا الحزن الطافح غير هذه الكلمات :
#قدر
قدري بأن تنمو لديّ مواجعي
وتنالُ من عمري وكلّ مطامعي
.
وتعبّ من ماءِ الفؤاد حياتها
وتحنّ للباقي غدًا ومراتعي
.
وتصب فيّ النار قدر برودها
مشتاقة تسعى لحرق أضالعي
.
لكأنني أحيا على ” إحيائها ”
فتعيش في أرضي كسمّ ناقع
.
قدري بأن الجرح ملء جوانحي
يمتدّ في شغفٍ كصبٍّ خاشعِ
.
ويحزّ أوردتي بخبث ماكر
ملءُ الحياةِ أريق عطر مدامعي
.
وتنوء أثقالي بصبر أحمقٍ
فتعجّ فيّ ” منائحٌ ” كمقالع
.
قدر الشجون الصائمات عن الهوى
تقتاتُ من قلبي الشجيّ الهامعِ
.
وتشبّ فيّ القهرَ – ذاك غرامها –
تشقى به روحي بكل تواضع
.
قدر الفؤاد الغرّ أن يحظى بها
تمضي به نحو الحميم الطامعِ
.
ويرف من وجعٍ مساري بل غدي
وثمارُ أحلامي وخضرةُ طالعي
وربيعُ أوراق الحياة وكلُّ ذي
روح تجول بخاطري ومرابعي
والنفس تخنق نفسها وتغصّ بي
مكلومة تشقى بوهمٍ خادعِ
مجنونة تلك الشجون و وسمها
شهقت بها روحي لجرحٍ جامعِ
.
قدري بأن ينهلّ في قهرٍ دمي
لأعيش في قهرٍ جديدٍ يافعِ
#عطاف_سالم
[قدر أن تمس يد الأسى أرواحنا حتّى نرقّ فنرتقي]

اترك رد