منبر العراق الحر :
ولقد نظرتُ الى الحياةِ بحكمةٍ
و الى الأمورِ بفطنةٍ و ذكاءِ
و جلستُ أرسم في الخيال مسائلا
حتى أُمحِّص صنعةَ الأشياء
جرمٌ سماوي بعيد يقتفي
جُرما و يرفد ليلَهُ بضياءِ
و الأرض هذي الأرض حيث تثاقلت
تمضي تدور بخفةٍ كوعاءِ
ما أثمنُ الأشياء فيها يا ترى
من ذا يفوق عظائم الآلاء؟
إني سألت الناس قولا قاهرا
فتبادل الأفذاذ لُغز ندائي
من قائل في التبرِ تكمن قوةٌ
و هو الثمين بنظرةِ الحكماء
و الماء قال البعض و هو برأيهم
امضى سيوف الله في الأرجاء
و البعضِ قال: النار حيث تواجدت
تجتاح في الأعقاب كل سماء
الزرع قال الآخرون لأنه
لولا الزروع لمات كلُّ نماء
و إلى التفاضل فسَّروا ما فسَّروا
و أحاطهم في الردِّ بعضُ عناءِ
البعض آثر أن أريه إجابتي
حين استدان تصارحا بخفاء
و إلى التماحكِ سار مسلكُ بعضهم
من زحمة التشذيبِ و الإضفاء
فأريتهم إنَّ العقول برأسهم
هي من تحوزُ على سنا الأضواء