نهاية أسبوع حافلة في يورو 2024… المنتخبات الكبرى أمام اختبارات جدّية

منبر العراق الحر :

تتجّه الأنظار نهاية الأسبوع إلى الدور الـ16 لكأس الأمم الأوروبية 2024 المقامة في ألمانيا، حيث تلعب إيطاليا مع سويسرا وألمانيا مع الدنمارك يوم السبت، وإنكلترا مع سلوفاكيا وإسبانيا مع جورجيا يوم الأحد.

لن تكون الطريق معبّدة أمام المنتخبات الكبرى في هذا الدور كما يظن البعض، لأنّ المنتخبات غير المرشحة للعبور تقدّم مستويات لافتة ومميّزة، وهي أثبتت أحقيتها بالتأهل إلى هذه المرحلة، وستؤكّد مرّة جديدة أنها ليست مجرّد باب للعبور إلى ربع النهائي، بل ستسعى لتحقيق المفاجأة.

إيطاليا لتجنّب الخروج الباكر
يتطلّع المنتخب الإيطالي لتجنّب الخروج الباكر أمام المنتخب السويسري القوي والمنظّم، خصوصاً أن “الأتزوري” لم يظهر بصورة قوية ترشحه للذهاب بعيداً في البطولة.

سويسرا قادرة على خطف التأهل من إيطاليا، فهي التي عذّبت ألمانيا في دور المجموعات، وكانت قريبة من تحقيق الفوز عليها لولا هدف “الماكينات” في الوقت القاتل.

المدرّب مورات ياكين عرف كيف يوظف لاعبيه على أرض الملعب، كما يمتلك تشكيلة قادرة على تحقيق المفاجآت، إذ إنّ معظم لاعبي سويسرا يلعبون في الدوريات الكبرى، مانويل أكانجي، فابيان شار، نيكو إلفيدي، غرانيت تشاكا، روبن فارغاس، بريل إيمبولو، وشيردان شاكيري الذي دائماً ما يتألق مع منتخب بلاده في المسابقات الكبرى.

في المقابل، تعاني إيطاليا على المستوى الهجومي، حيث سجّلت 3 أهداف فقط في دور المجموعات، ووجدت صعوبة في مبارياتها، خصوصاً أمام كرواتيا عندما حققت التعادل في اللحظات الأخيرة، وإسبانيا التي سقطت أمامها بهدف عكسي في مرماها. حتى أنّ دفاع المنتخب الإيطالي لم يعد كما كان في السابق، إذ إنه يقوم بهفوات تكلّفه كثيراً كما حصل أمام “لا روخا” والمنتخب الألباني.

سويسرا قادرة على خطف الفوز من إيطاليا، لهذا على المدرب لوتشيانو سباليتي أن يجهّز فريقه جيداً إذا ما أراد الذهاب بعيداً في يورو 2024، لأن احتلاله المركز الثاني في المجموعة أنقذه من التواجد في المسار الأصعب وتجنّب مواجهة منتخبات مثل ألمانيا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا قبل بلوغ النهائي.

ألمانيا لتأكيد التفوّق
من جهتها، تسعى ألمانيا لتأكيد تفوّقها وأفضليتها في البطولة، وأنها مرشحة لإحراز اللقب على أرضها وأمام جمهورها، عندما تواجه المنتخب الدنماركي العنيد.

هجومياً، تقدّم ألمانيا كرة قدم جميلة وممتعة، حيث سجّلت 8 أهداف في دور المجموعات، وإذا لعبت بمهاجم صريح في المباريات القادمة، بإمكانها أن تكون أكثر قوة في الخط الأمامي وتجنّب إضاعة الفرص أمام المرمى، لأنّ المشكلة ظهرت أمام سويسرا التي أغلقت دفاعها جيداً.

أما دفاعياً، فهناك خلل واضح وفراغات لا يمكن أن تكون موجودة أمام منتخبات تمتلك هجوماً سريعاً وفتّاكاً. جوناثان تاه سيغيب عن لقاء الدنمارك للإيقاف، وأنطونيو روديغر في سباق مع الوقت للتعافي من الإصابة التي تعرّض لها في المباراة الأخيرة. وإذا غاب الثنائي عن مباراة السبت، فسيكون المدرب يوليان ناغلسمان أمام مشكلة كبيرة.

في الجهة الأخرى، تمتلك الدنمارك عناصر جيدة لمجاراة ألمانيا في هذا اللقاء. بدءاً من حراسة المرمى مع كاسبر شمايكل، مروراً بخط الوسط بقيادة كريستيان إريكسن، وصولاً إلى الخط الهجومي الذي يريد أن يكون متيقظاً للهجمات المرتدّة، لضرب دفاعات “المانشافت” وهزّ شباك الحارس مانويل نوير.

أفضلية ألمانيا كبيرة على الدنمارك، لكن في مباريات خروج المغلوب كل شيء يبقى وارداً على أرض الواقع.

إنكلترا لمصالحة جمهورها
يتطلّع المنتخب الإنكليزي لمصالحة عشاقه وجمهوره عندما يواجه منتخب سلوفاكيا المتأهل كأفضل مركز ثالث في المجموعة الخامسة.

منتخب “الأسود الثلاثة” ظهر بمستوى متواضع في دور المجموعات، ليس فقط على مستوى النتائج، حيث فاز بمباراة وتعادل في اثنتين، لكن على مستوى الأداء أيضاً.

من ينظر إلى تشكيلة المنتخب الإنكليزي يقول إنه من الصعب على أي فريق أن يتفوّق عليه. فهو مدجّج بأبرز النجوم العالميين في مختلف الخطوط، وإذا أردنا أن نبدأ بتسمية اللاعبين فلن نتوقف على اسم معيّن، لأنّ القائمة بأكملها من الصف الأول. أما على أرض الملعب فالوضع مختلف تماماً. إنكلترا التي تمتلك أقوى خط هجومي بقيادة الهداف هاري كاين، لم تسجّل سوى هدفين في دور المجموعات. كما أنّ نجم ريال مدريد جود بيلينغهام بعيد كل البعد عن مستواه الذي يقدّمه مع النادي الملكي. لهذا، سيكون المدرب غاريث ساوثغيت أمام امتحان جدّي قبل الاصطدام بمنتخبات أصعب، وإذا لم يعالج المشكلات لديه، سيتفاجأ بالخروج الباكر من الدور الـ16 أيضاً.

الذي يشفع بإنكلترا، أنها في المسار الأسهل، وهنا قد تلعب المواجهات في صالح ساوثغيت لتصحيح الأخطاء وتدارك الموقف قبل فوات الأوان.

إسبانيا للاستعداد للأصعب
يواجه المنتخب الإسباني الذي كان الأفضل بين المنتخبات في دور المجموعات والوحيد الذي خرج متصدّراً مجموعته بالعلامة الكاملة، المنتخب الجورجي الذي حقّق إنجازاً فريداً من نوعه ببلوغه الدور الـ16.

جورجيا قدّمت مستوى مميّزاً في دور المجموعات، خصوصاً أمام البرتغال التي تغلّبت عليها بثنائية نظيفة. لكن لا ننسى أن “برازيل أوروبا” لعبت منقوصة الصفوف، إذ كانت ضامنة تأهلها وصدارتها للمجموعة الأخيرة، ولجأ المدرب روبرتو مارتينيز إلى دكّة بدلائه لإراحة بعض نجوم الفريق وإدخال البقية في أجواء المسابقة.

منطقياً، لا يبدو أنّ جورجيا ستشكّل صعوبة على إسبانيا، هي التي سقطت أمامها في التصفيات المؤهلة إلى يورو 2024 بنتيجة 1-7 ذهاباً و1-3 إياباً. كما أنّ منتخب “لا روخا” يتميّز بتشكيلة قوية، وأسلوب لعب منضبط ومنظّم، ودكّة بدلاء غنية لمساعدة الفريق.

الاستحواذ ليس كل شيء بالنسبة إلى المدرب لويس دي لا فوينتي، المهم هو أن يحقق فريقه المطلوب بتسجيل الأهداف والفوز في نهاية اللقاء. وهذا ما يطبّقه اللاعبون على أرض الملعب، إذ يمتلك “الماتادور” نسبة استحواذ بلغت 54% في دور المجموعات، مع 5 أهداف مسجّلة، واللافت أنّ شباكه لم تتلقَ أي هدف في “مجموعة الموت” التي ضمّت إيطاليا وكرواتيا وألبانيا.

مع خط دفاعي صلب، وخط وسط متمكّن، وخط هجومي ضارب، إسبانيا قادرة على الذهاب بعيداً في البطولة بقيادة لا فوينتي، الذي يقدّم عملاً رائعاً منذ تولّيه المهمّة.

إلّا أنّ إسبانيا وقعت في المسار الصعب، أي أنها قد تواجه ألمانيا في الدور ربع النهائي في حال تأهلهما، وهذه المباراة ستكون بمثابة نهائي مبكر بينهما لأنهما الأفضل حتى اللحظة بين المنتخبات الكبرى.

مابيل حبيب—-النهار العربي

اترك رد