منبر العراق الحر :
لستُ مَدينةً للحروبِ بشيء
فقلبي الذي صار مجزرةً
يُغرّدُ في موتِه
كُلّما طُرِقَ بابُ الرَّحيلِ المُوارِب
اليومَ أكتبُ أكثرَ الخساراتِ فداحةً
أُعيدُ كِتابةَ سِيرَتي مُنقَّحَةً
في طَبعةٍ أخِيرة
لستُ أَعرفُني…
أرَاني طَيفًا بتجاعيد امرأةٍ طاعنةٍ في الألَم
أَجُرُّ ظِلّي خَلفِي وأَلتَهِمُ وَحْشَةَ الأَمْكِنَة
أشْحَذُ غُصَّتِي طَويلاً
عَلَّنِي أَبلُغُ سُلوَانًا
مَا لَبِثْتُ أتَهجَّاه
إنَّهُ الصَّباحُ أُمِّي
هَدْرُ حُزْنٍ فائِضٍ دُونَ صَوتِك
وَنَبضُ قَلبٍ عابِسٍ
يأخذُ مكانَ جلوسِكِ بَينَنَا
الدُّموعُ تقلِيدٌ غَبِيّ
لا يَقوَى علَى عَتادَةِ الغِياب
على النّهار الذّابِل
الضَّارِبِ في الأُفُول
وَاللَّيلُ صَرخَات مَكتُومَة
بِوَسائدَ تَحملُ لَظَى الذّكرَيَات
سَريرٌ واحدٌ مِنَ الشَّوق
نَتقاسَمُهُ بَعدَكِ
أهذا ما يُسَمُّونَهُ مرارةَ اليُتْم ؟
وَأنتِ
هُناكَ تَبتسِمِينَ لِلقَدَر
تُرسِلين رسائِلَ الحَمدِ في صمتٍ رَصِين
مَنْ غيرُك تُفسَحُ له أركانُ الجِنان ؟
وكفى باللهِ عدلٌ رَحِيم
أُمِّي… سَأُخبِرُكِ بِمَا جَرَى بِقلبيَ المَكلُوم
لقد أوكلَ إليَّ اللّهُ نُبوءَةَ الحُبّ
أنا… الأكثرُ وداعةً بينَ إخوَتِي
عِندَما مالَ ظِلّي
رأيتُهُم يتَناثرُونَ حَولِي
كأزرَارِ الحَيَاة
وكما سابقِ عهدِكِ بِي
أشُقُّ جُيوبَ القلبِ خِلسَةً
أغرِسُهُم شتائِلَ فِي دَمي
وأعودُ أُمًّا بملامحَ لا تَشِيخ
أَجَّلْتُ الدَّمعَ رأفةً بِحُزنٍ ضَرير
رُبَّما أبكِي الشّتاءَ القادِمَ
حين تَشتِي السَّماءُ
وَيَبرُقُ قلبِي من فَرطِ الاشتِيَاق
رُبَّمَا…
تَسنَحُ لِي فُرصَةُ اختِلاسِ النَّظرِ لِلمَوتِ
على بُعدِ مَسافةٍ آمِنَة…
تورية لغريب.
في: 22 يوليوز 2024.