لستُ شيئاً يُذكر…صفاء علي محمد

منبر العراق الحر :

لستُ شيئاً يُذكر
ربما كنت هماً صغيراً
عشش في ركن أعذارك
لا يستحق الأسف
لم أحنِ قلقك
لتأخذني حياة ما على محمل الجد
فانصرفت كدعابة سمجة
بنصف قوس مائلة تجاكر شفة هجرها الضحك
أو ربما كنت قطعة سكر تحف رغبتها
في ريق قلبك السادة
لا أمل لها بالذوبان فتنسى كم هي حلوة
وتفقد طعم الحياة
لربما كنت في زمن لم يعش فالنتينه
وردة جميلة ذبلت قبل أن ينتصر الحب
في كف عاشقيه
لست شيئاً رجيماً
مبللاً بالخطايا
لتمسحني بلامبالاة
كغبش عن سرور مراياك
فأسقط كرؤية مقلوبة
لوهم فرح
لستُ اسماً يُذكر
أنا من كدرت صفو الليل
على أعتابه أرقت
ما تبقى من نصيبي.
2
هل أضعت البذرة
لتنسى أي أرض أمك
لبلاب سرتك يراقص جذع احتمالاتي
فلا تقطع سلالات الولادة
بإسم واحد
أنا أم الوقت الذي سقيته
أنجبتك في داخلي
بذرة للفصول الأربعة
كن أزلي القدم كأساطير الحب الأكبر
لأعمر فيك شجر الآلهة
مازال هناك متسع من التفاح
لنغير طور البداية
أقضم فصلاً فنتجدد
نعلو.. نتوحد
كعصفورين من غمام
فرا من قضبان الجسد
عناقهما كان آخر الأحلام
حرين في فضاء الأبد
يرفلان في سفر السلام
ترنيمة حب
لا يفرقهما أحد .
3
أرصف الوقت بالكلمات
التي قطعت قدمي لتطعم وحدتها
وتمنعني من الرحيل
أهدتني جناحين من مجاز
وسفراً في قصيدة
تختال حدودها بنكبة الورق
بزوارق الغيم التي تمطر
أماني الوصول لوجهة قلبك
الوقت شرطي مرور فاسد
يمنعك من العبور إلى رصيف الفرح
دون أن تدفع عمرك كاملا رشاوى
ذراعك مصادفة الشبه
لميناء أخير
يشعل تعبي كمنارة
فيستسلم ربان القلق
ويحج إلى كعبة العناق
كضوء كسر الجهات
واعتنق أمانه
إليك ياغروب أجنحتي
نورسة ملها على الصخر انتظار
يتكىء شحوبك على طرف قنديلي
كلانا نتبادل زفرات احتضار .
صفاء علي محمد
سوريا

 

اترك رد