منبر العراق الحر :
اكتشف فريق دولي من علماء المناخ أدلة تشير إلى أن ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط العالمي تسارع أربعة أضعاف في السنوات الأخيرة مقارنة بأواخر ثمانينيات القرن العشرين.
يشير المكتب الإعلامي لجامعة ريدينغ البريطانية إلى أنه وفقا للدراسة، بلغ هذا الارتفاع الآن 0.27 درجة مئوية في العقد، وليس 0.06 كما في الماضي .
ويقول البروفيسور كريس ميرتشانت: “إذا تصورنا أن المحيط العالمي عبارة عن حوض استحمام فيه ماء دافئ، كان في الماضي القريب يتجدد ويسخن بواسطة تيار من الماء الساخن يتدفق ببطء. ولكن مؤخرا، فتحت البشرية هذا الصنبور بقوة أكبر، ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن أن يتدفق الماء الساخن من المحيط إلى الأرض. بدأت المياه في هذا “الحوض” في الاحترار بسرعة. والطريقة الوحيدة لوقف هذا الاحترار هي إغلاق الصنبور عن طريق تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
وقد توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة شاملة لكيفية تغير درجة حرارة سطح المحيط العالمي خلال أعوام 1985 – 2024. ومن أجل ذلك أجروا تحليلا لجميع البيانات المتاحة من القياسات والملاحظات عبر الأقمار الصناعية التي أجريت في البحار والمحيطات المختلفة على الأرض باستخدام العوامات المستقلة ومحطات التتبع، واستخدموها لتجميع خرائط درجات الحرارة للمحيطات العالمية في عقود مختلفة.
ويعود اهتمام العلماء بهذا المؤشر المناخي إلى أن الغلاف المائي يمتص جزءا كبيرا من الحرارة الزائدة التي تتراكم على الأرض نتيجة زيادة تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقد سجلت درجات حرارة سطح المحيط العالمي أرقاما قياسية في السنوات الأخيرة، ما دفع علماء المناخ إلى دراسة كيفية تغير معدل الزيادة على مدى العقود الأربعة الماضية.
وقد أخذ البروفيسور وفريقه العلمي عند إجراء هذه الحسابات، في الاعتبار كيف تتأثر درجات حرارة سطح المحيط بالأحداث المناخية الدورية المختلفة، مثل ظاهرة النينيو والنينيا في المحيط الهادئ. وتبين أنه حتى دون الأخذ في الاعتبار مساهمة هذه الظواهر في التقلبات في درجات حرارة المياه، فإن معدل ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط العالمي قد زاد بنحو أربعة أضعاف خلال العقد الماضي مقارنة بعام 1985.
ووفقا له، إذا استمر ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط العالمي فإنه بعد عقدين سيبلغ 0.53 درجة مئوية، ما سيؤثر كثيرا على مناخ الأرض والبنى التحتية الساحلية.
المصدر:جامعة ريدينغ البريطانية