تراتيل مُتَمَرِّدَة….إلهام العويفي

منبر العراق الحر:

مُتَمَرِّدَةٌ
إلى حدودِ أن أُسقِطَ دستورَك،
وأعلنَ ثورتي الكبرى،
وأُشعلَ نارَ أنوثتي الأولى
على أطلالِ طاغوتِكْ
أنا امرأةٌ
نسيتْ بأنِّي أنثى
من فرطِ ما كَبَّلْتَني في سلاسِلِ صوتِكْ،
من فرطِ مابِعْتَ الحياةَ،
وكنتَ تَحْسِبُ أنني إحدى جوارِي سَيفِكْ
أخفيتُ جرحي
في كُحلِ عينَيَّ الطويلِ
ووضعتُ حزني
في زُجاجاتِ ٱلْعِطْرِ ٱلرَّخيصِ على رفوفِ بيتِكْ
لكنني اليومَ ،اسمعني :
أنا عشتارُ حين تثورُ من نـفْيِ العاشقينْ،
أنا بابلُ حين تَهْدِمُ جُدرانَ الحنينْ،
أنا فينوسُ في معركتها الأخيرة
تستعيدُ عرشَها منكَ،
وتسلبُ لَيْلَكَ المغرورَ… وسكينتَكْ
مُتَمَرِّدَةٌ
كأنّ في روحي جيوشًا من غضبْ،
تغزوك من لهفِ الهوى
وتعودُ بالنصرِ الذهبْ،
أفرُّ من سجنِك،
كأنّني فينيقُ عادَ من الحريقِ
بجناحِه الواثقْ،
أفرُّ من ظِلِّكَ
كأنَّ قلبي خارَجٌ من تابوتِك ٱلضَّيِّقْ
كنتَ لي قَيْدًا يُبَرَّر ُباسمِ “حُبِّكْ”،
كنتَ تابوهًا
يُحَرِّمُ أن أَتَكَلَّمَ أَوْ أَنْ أُعَبِّرْ،
واليومَ
أنا من تُقاضيكَ باسمِ الحُرّياتِ،
باسمِ أنوثتي،
باسمِ الدُموعِ التي سَقَتْك،
ولم تَجِدْ منها قَطرَةً تَغْفِرْ
مملكتُك انتهَت،
وأنا أعلنُ في أول سطرٍ في نشيدِ قيامتي
لن أركعَ من اليومِ إلا لذاتي،
ولن أبكي إلا حينَ أَشْتهي البُكاءْ،
ولن يُمْسِكَ ظِلّي،
رجلٌ لا يرى إلا ذاته
ولا يسمع من الحياةِ
سوى صدى صوتِه
أنا التي كتمتُ ألفَ وجعٍ،
ودفنتُ ألفَ رعشةٍ،
وعطّرتُ جُرحي بالبخورِ
كأنه صلاةُ المُضطَرّين
لكنني الآن،
أقُودُ جَيْشَ قلبي
وأرفعُ رايتي البيضاء
لا استسلامًا،
بل كي ترى أنني انتصرتُ،
ولم أعد أحتاجُ لحربٍ
كي أُثبتَ أني… اليوم صرت حُرَّةً
أنا الآن
سيّدةُ نفسي،
وسيدةُ الحكايةِ والمصيرْ،
أنا التي كانت تَحْتَ رمادِ الخوفِ
تُصلِّي للحياةِ في صمتِ الأسيرْ،
أنا التي كتمتْ
حتى ضوءَ الرغبةِ في الكلامْ،
وها أنا أتكلمُ باسمِ كلِّ النساءِ
اللواتي لم يجدنَ اسماً
ولا ملامحا
كنت سَبِيَّةً للمشاعر،
أُحرّكُ قلبي حيثُ يريدُ جلّادي،
واليومَ صرتُ القرارْ،
صرتُ ٱلتّاجَ
وصرتُ ٱلْمَذْبَحَ والنارْ،
أقسمتُ أ ن لاَ أُمْنَحَ إلا لمن يستحقُّ مَجدي،
وأن أكون امرأة
تَكْتُبُ عنها الأساطيرْ،
لا أَمَةَ ظلٍّ
في سطرِ حكايةٍ مُشوَّشةِ ٱلْمَصيرْ

 

 

 

بقلم الشاعرة: إلهام العويفي

اترك رد