منبر العراق الحر :
أطوفُ بشرايينكِ ، أستكشفُ الكريات.
ألتمسُ وبرَ الصوف،
أمهرُ على حواسكِ قشعريرة،
وأهمسُ: غوصي بأعماقي حيثُ عينيكِ كلُّ الناجيين..!
لا تخافي، معكِ أنا
نواةُ روحكِ،
جذوةُ اشتعالكِ الأبدية.
سأتعرَّفُ على الغرباء
الذين صلوا صلاة الاستسقاء
فكنتِ التلبية.
سأُقبّلُ غيمهم
أستشفُّ رائحةَ ترابهم
أعبرُ مسالكَ النملِ في صمتِ الجهد
إلى حباتِ السكر
حيثُ مهدكِ الصغير.
أهزُّ النومَ الهاربَ من رموشكِ
أسرقُ لكِ الحليبَ من أبقارِ القرية،
وأرضعكِ وطنًا صلبًا ، وبيتًا بأيدِ أخطبوط.
سأصلُ رحمَ مدرستكِ،
حيثُ ستتعلمينَ كتابةَ حروفكِ الأولى
حينما تمرُّ عبرَ شفتيكِ، سأبتلعها.
هناك،
الفتياتُ الصغيراتُ كُنَّ أولَ مراياكِ
عرفنَ فرادةَ الانعكاس
يهربنَ ولا تفهمين،
أو يتزاحمنَ على وهجٍ ذهبي
يتهامسنَ سرًا لا يُدرك،
يقلدنكِ بلا وعي.
أيتها العائمةُ بلمعةِ الشمس
على بحيرةِ الظلام،
بيدكِ الضوءُ، بذورُ الليلك،
بيدكِ الحديقةُ الصغيرة.
لا تبكين،
غدًا سيكبرُ كلُّ شيء،
سيستبيحونكِ على لسانِ الوقتِ الطويل،
يا حَربةٌ غُرست في حناجرهم،
سيرجمونَ ظلكِ عند المغيب.
سأكونُ أوراقكِ الفولاذية،
انحتي القلمَ في تأججِ الحريق،
يا عدوةَ المموهين،
يا ساحةَ حربِ السذاجة،
ستكونين مولدةَ البنزين..!
ظنونكِ البيضاء
تنسدلُ على نوافذِ النوم،
بليلٍ مُمَرغٍ،
في غرفتكِ
لن تعرفينَ من أينَ تخرجُ تماثيلُ الطين .. !
ندى الشيخ سليمان