منبر العراق الحر :
أعلم أنّه لا يراكَ احَدٌ غيري،
وهذا شيءٌ يثيرُ دهشتي وفضولي،
غيرَ أنكَ تشبهني تمامًا،
وهذا يثيرُ دَهشتي أيضًا،
أثقُ بكَ، ولا أعرِفُ سببًا لذلكَ،
ربّما لأنكَ صِرتَ رمزًا للصدقِ،
بعدَ تلك الحادثةِ
التي تسبّبَ فيها سُكّانُ
هذه المدينة الفاسدَةِ،
أشعرُ أنّ أحدًا يتنَصتُ علينا..!
هل تشعر بذلكَ؟
سأخبِركَ سِرًا،
اقترِب منّي لاخبِركَ أمرًا،
ثمّ أفرُ بعيدًا..!
سأكتبُ مُذكراتي كما أخبرتُكَ سابقًا،
وأعودُ لعادَتي السابقةِ في الكتابةِ،
لكن ما يثيرُ دهشتي..!
أنّه كلّما شرَعتُ في الكتابةِ
يمحونَ ما أوَدُّ كتابتَه،
ويخرجونُ من كلِّ الأمكِنةِ،
ومن بينِ السطورِ،
يمزِقونَ كلَّ ما لديّ مِن أوراقٍ،
ويهروِلونَ إلىٰ الأقلامِ فيُحطمونَها،
لمْ يعُد بحوزَتي أقلامٌ لتوثيقِ الحقائقَ،
إنّهُم لا يكتَفونَ بوأدِ الكلمةِ قبلَ البوحِ بها،
ولكِن يُشعِلونَ فيما تبقّيٰ من السُطورِ حرائقَ،
وحولي حرائقٌ،
وعلىٰ المدىٰ حرائقٌ،
سأخبرُكَ سرًا، اقتَرُب، اهمِسُ بأذُنِكَ
حتىٰ لا يسمَعنا أحَدٌ،
سأكتبُ؛ عليٰ جُدرانِ مَحبَسي هذا الذي تراهُ،
والذي وَضَعوني فيه عَمدًا
كلَّ ما أريدُ،
اطمَئن لن يكونَ مَرئيًا،
سيكونُ مَقروءًا بعَيني ومَلامِحي
التي تضجُّ بالصَمتِ والثرثرةِ،
لمَن يهمّه الأمرُ..!
نجلاء محجوب