منبر العراق الحر :
كنتُ على وشك أن أستيقظ لأحضن
فكرةَ الرجل الذي أصغى إلى كوني بكلِّ انتباه،
فلم يفكّر مرتين ليحبّني…
ليحبّني بكلِّ عفويّته، دون شرط، دون مقارنة، أو إضمار حقِّ الامتلاك…
كنتُ على وشك أن أستيقظ لأحضن فكرةَ الرجل الذي أحبّني خارج “مُوداله” المثالي…
أحبّني كما أنا، بجمالي وقبحي،
بشاعريّتي المفرطة…
أحبّني…
بشعثي، بعرجي،
بشاماتي المُبهمة،
ونُدُوبي التي لا تكلُّ الابتسام لِخَزْر العابرين…
رجلٌ…
فتح الباب بوسامةٍ عفويّة لفوارقنا،
وبرحابةِ صدرٍ صادقة،
لأدخل كونه وأطأه بقدمٍ حافيةٍ متعثّرة،
ووجدانٍ متشظٍّ من ألغامِ ذاكرةٍ
لا تخفت عن اجترار ظلالِ الوُهُوّ والوَهدان…
رجلٌ…
مسح بكمِّ قلبه على قلقي ليتعافى،
ثم مدَّ لي روحه، وبسطها على الأرض بنُبل،
لأضجع فيها تعبي،
وتهجعَ فيها أعطابي…
كنتُ على وشك أن أستيقظ وأحضن حقيقة تلك الفكرة وألمسها…
لولا أن خللًا ما حصل لأجنحةِ الملاك الحاملِ لتلك الفكرة،
فسقطتْ…
ووقعت عليها جثّتك،
بعفنها ودمامتها،
فأفسدتها…
عندها…
استيقظتُ ممتعضة،
لأُدخّن حذو النافذة، وهم تلك الفكرة،
وأنفثها من رأسي…
⸻
بثينة هرماسي
نص قديم