منبر العراق الحر :
وكأنَّكِ لم ترحلي
ما زلتُ أجلس كلَّ صباح أمام فنجان القهوة
أتحاور معكِ في صمتٍ عميق
ما زلتُ أسمع صدى ضحكاتك يتسلل من زوايا البيت
وأركض في خيالي إلى حضنكِ
أرتوي من دفء غيابكِ الذي لا ينقصه الحب
ما زلتِ تنادينني
وكلُّ صوتٍ حولي يشبه نبرة صوتكِ
ما زلتِ تحذرينني من السقوط في دهاليز الحياة
وكأنكِ ترشدينني
من مكانكِ البعيد القريب
إلى النور الذي يسكنك
أنتِ معي
في أنفاسي، في نبضي، في روحي التي لم تغادر مسكنكِ
تتجولين في داخلي كنسيم الفجر
تُهدهدين حزني
وتنثرين عطر أفكاركِ كشذى وردٍ يملأ دروبي
وأنا، الملهوفة إليكِ، أعود في كلِّ يومٍ
أضمّ صورتك بين ذراعيّ
فأنتِ ملجئي الوحيد، وسكينتي، وأماني
وكأنّكِ ما زلتِ هنا
تؤكدين، في بهاء غيابكِ
أنَّ حضوركِ لا يُغيب
وأنَّ حبَّكِ
قصيدةٌ لا تنتهي أبدًا
