ما لم يقلهُ .. شهيد….ناهد بدران

منبر العراق الحر :ما لم يقلهُ .. شهيد
عندما يحملقُ الرّصاصُ في
وجهِ الضّحيّة
تمتلئ الذّاكرةُ بندبِ الحنين …
تغرقُ في دمِها و هي تقترضُ من
الشّقائقِ .. انحناءةَ الكبرياء
لترتقَ بجسدِها الرّاحلِ عورةَ الزّمان …
الصّمتُ هنا لغةٌ قاسيةُ التّأويل
لا ترجمةَ لصراخٍ ملأ البطاح
و لا صدىً لدعواتٍ لم تورقْ ..
و لا مكانَ لنغمِ قُبّرة على غصن مكسور …!
لا تختبئ خلفَ ظلّكَ الأعمى
لتنفثَ نارَ تنينٍ على جسدٍ عمّدهُ
الفردوسُ من كواثرِ سنيّة
سيخمدُ غلّكَ في مجمرٍ يابس
حينَ رُفِعتْ السّماءُ على أعمدةِ الرّحمة
كانتْ تسمعُ صراخَ الثّرى
و حينَ عربدَ السّديمُ
كان الغيمُ يعزفُ على خروقٍ
ناعمةِ الوتر
هنا نقفُ و الصّدى يفرشُ الآس
على وجناتِ القصيد ..
من يستطيعُ ابتلاعَ أفكارٍ جافة
و عقلهُ مصابٌ بتخمة
قاءَ الضّوءَ على ضفافِ الإنتظار
صفّقْ لأنّكَ غلبتَ الرّيحَ الّتي تخلعُ
أثوابَ الفيافي كلَّ نزوة
برقعُ الفجرِ بلون دمك
و الحجارةُ لن ترجمَ ما لا تراه
ما لم يقلهُ كلّ شهيدٍ ارتقى قبلَ
أن يحصدَ قمحهُ …!
قالَتهُ الأمداءُ الشّفيعةُ لوجعِ السّنابل .
ناهد بدران

اترك رد