منبر العراق الحر :
في مملكة بعيدة عاشت أميرة ساحرة الجمال
كانت تدعى (أليزا)تعيش في قصر جميل يطل على غابة خضراء
كثيفة الأشجار وتنتشر فيها الطيور المغردة
كانت تطل في صبيحة كل يوم من الشرفة لتطالع هذا المشهد الخلاب وتمتع
عينيها بالنظر إلى الأفق البعيد وتستمعزقزقة العصافير حولها وهي
تتناول حلواها المفضلة
وحيدة كالقمر بلا أصدقاء ولا صديقات
تراقب النجوم في المساء تسائلها متى سيأتي الحب؟
وأعيش كالأميرات مع أمير قلبي
ولكن أين هو الآن؟
وترد عليها نجمة تغازل القمر :إنه قريب منك يا جميلة الجميلات
_ماذا تقصدين ياحبيبة القمر؟
_لاتستعجلي فكل شيء في أوان
وفي اليوم التالي جلست الأميرة(أليزا)
على شرفتها وهي تفكر بكلمات النجمة
وبينما وهي في حيرة من أمرها أطل طائر عذب الصوت متوج
وراح يغرد أمامها أعذب الألحان
شغفها حبا بجماله وعذوبة صوته والألحان
وعندما دنت منه مصافحة
طار وتوارى مبتعدا بين الأغصان
فحزنت الأميرة وزادت حيرتها
_لماذا هذا الكنار متوج ؟ولماذا هرب مني عندما دنوت منه؟
وفي اليوم التالي
عاد إليها ليوقظها على ألحانه الشجية
وعندما فتحت النافذة لمحته
يبتعد بعد أن ترك لها وردة حمراء جميلة جدا براقة
آنستها في وحدتها وأسعدتها بعطرها الأخاذ وتركت لديها حسرة
ولوعة ترى لماذا لايحادثني ؟
إن هذه الوردة أجمل هدية أتلقاها
ومرت أيام وهو يأتي كل يوم في الصباح
وينقر زجاج النافذة ويغرد لها أجمل الألحان
ثم يختفي بضعة أيام
اشتاقت الأميرة له شوقا عظيما وبكت بكاءً مريريا
فأطل عليها من النافذة ولكن ماإن لمح الملك يقترب من الأميرة سائلا إياها
عن سبب بكائها وحزنها
حتى لاذ بالفرار وتوارى دون أن تراه
ولكي يهدأ الملك من روعها وحزنها
أرسل جنوده في الآفاق يبحثون عنه
فلم يجدوا الكنار المتوج في أي مكان
وزاد حنين الأميرة له فدفعها للبحث عنه في الغابة الخضراء
فلم تعثر عليه ولكنها عثرت على حديقة الورود الحمراء
التي كان يقطف منها تلك الورود البراقة
وفي داخل الحديقة منزل يعيش به حكيم مسن
فطرق الجندي الباب وسأله عن الكنار المتوج
وكلمته الأميرة وحكت له قصتها مع هذا الكنار الجميل
فقال لها إنه أمير مسحور وليس طيرا
فلم تصدق ما قال :وسألته لماذا هو مسحور
فقال لها إنه كان أميرا شجاعا جميلا بهيا
ولكن حساده ألقوا عليه تعويذة تحوله إلى كنار عذب الصوت ولن يعود إلى
طبيعته مالم يضحي أحد في سبيله وتقع أميرة. جميلة بحبه وتبحث عنه في ا
لفيافي والقفار
وعند ماسمعت الأميرة هذا الكلام
صممت أن تذهب هي وحراسها للبحث عنه رغم المخاطر
ولكن أين هو أمير قلبي؟
قال لها الحكيم :إنه في مغارة خلف شلال مسحور
ومن يقع في مياهه تسحبه دوامة عميقة من أمواجه
ولايمكن لأحد أن ينقذه وحذرها من الاقتراب من تلك المغارة المخيفة ولكنها لم تنصت لتحذيراته
وهبت تلا حق أحلامها بالحب وطارت بلاجناحين تمتطي الشوق
فالحب يناديها وعندما وصلت بحثت في كل مكان
عن أمير قلبها والأحلام ولم تجد شيئا
ولمحت شعاعا يلمع من مغارة تحت الشلال
فحاولت أن تمشي بمحاذاة الشلال المسحور وكان يهدر بقوة
ويصدر صوتا مخيفا ولكن الأميرة الشجاعة لم تخف ولم تتراجع عن تحقيق
حلما وهدفها في تحرير الأمير الجميل من السحر
وكادت تسقط لولا أن خرج الكنار المتوج وتحول فجأة إلى أمير مجنح
والتقطها بين يديه وطار بها وسط ذهول الحاضرين
وأخذها إلى قصره وتزوجها وعاشا في هناء وسعادة بعد أن تحرر من سحر
الحساد و عثر على أميرة أحبته وحررته بحبها من أغلال السحر وأعادته إلى
حياته بحبها
فالحب قوة كبرى تصنع أعظم المعجزات
نسرين سعود