ولادة قسرية لقصيدة فاضحة….رنيم نزار

منبر العراق الحر :

ولادة قسرية لقصيدة فاضحة
أيقظتني من بين فخذيّ
شهقةٌ
لا تشبه الحلم
ولا الشهوة
طفلتي القصيدة
تخرج من رحمٍ مهدمٍ منذ الخيانة الأولى
تضع كفها الصغيرة على جسدي
وتقول:
اكتبيني!
أنا التي لم تُلفّ ببطانيةٍ من حرير الألهة
ولا وُلدت على سريرٍ من ذهب الملوك
أنا التي نزلت من رحمكِ
كما نزلت إنانا من عليائها
عارية
إلا من الشعر
والخذلان
فكّيتُ جديلتها
وسدلتُ شعري على جرحها
ورحتُ أرتّق بها
ما لم يُولد بعد
في عالمٍ يغسله الدماء
ويخلّد الأساطير
أنا رحمٌ
تُخدّره القصائد
وتفيق فيه الأنثى كل فجر
لتنظّف دم الكلمات
من آثار رجلٍ
جامع الجميع
ونسي أن يُحبني
في الورقة الأولى
كانت الحلمة ترتعش
وكانت الكلمات تنزف
وكان دمي
هو المداد
في صراعٍ بين الجسد والآلهة والسياسة
فكّيتُ حبلها السُريّ
كما يفكّ الجسر بين العالمين
وتركته يرفرف في فضاءٍ ما بين الموت والولادة
ثم قالت لي:
لا تقطعيه،
فأنا ما زلتُ أكتبكِ
قلتُ للقراء:
هذه طفلتي
ميتة وجميلة
ولدتُها بلا نَفَس
ولا حياة
سقطت في فخِّ الأساطير والشرائع
ولم أقطع حبلها السُريّ
لأنها
ما زالت
تكتبني
….
1. من “الولادة الأولى”:
تخرجُ منّي
لا كصرخةٍ ولا كشهوة
بل كقصيدةٍ
تحملُ آثار الخيانة
في يدها الصغيرة.

2. من “الرضاعة الأولى”:
مصّت من أمومتي
قطرة وجع
وسمّتها
شِعرًا.

3. من “الفطام”:
قالت لي القصيدة:
دوركِ انتهى
لقد كبرتُ
على حليبك
وعلى خوفكِ من الحقيقة.

4. من “موت القصيدة”:
دفنتُها
ولم أقطع حبلها
فكل موتٍ
يحتاج
إلى قصيدةٍ أخرى.

5. من “البعث”:
نهضت من رمادها
وقالت:
أنا أنتِ
حين كتبتِ نفسكِ
ثم أنكرتِها.
رنيم نزار

 

اترك رد