منبر العراق الحر :
هذا الوجودُ
وإن فاضَتْ مقاصِدُهُ
لا شيءَ، إلا حصارٌ أنتَ واحِدُهُ
غيبوبةٌ لم تُفِقْ منها، لتدرِكَهَا،
و عالمٌ أنتَ في الحَالَينِ فاقِدُهُ
لا ماءَ في النهرِ،
بَلْ مرآتُكَ انكسرَتْ،
وحانَ يأسُكَ وامتدَّتْ موائدهُ
وضاعَ منكَ كلامٌ كنتَ تحرسُهُ،
وطاردتكَ الخُطى فيما تُطارِدهُ
وعلَّمَتْكَ الخساراتُ التي اكتمَلَتْ
أنَّ الحنينَ على جَمْرٍ وسائِدهُ
لا وقتَ للحبِّ،
بَلْ كلُّ الزمانِ لهُ؛
لو كانَ يشفيكَ من حزنٍ تعاوِدهُ
هُمْ غادروكَ بلا عذرٍ إلى غدِهِم،
فكنتَ في الريحِ قبرًا ضاعَ شاهدهُ
كما يليقُ ببحَّار بلا جهةٍ،
حيثُ الضياعُ الذي يُغرِيهِ
صائِدُهُ
كأنها قفزةٌ في التيهِ تقفِزُهَا
تلكَ الحياةُ،
وحفلٌ أنتَ شارِدُهُ
دخلتَهَا شاحبَ العينينِ، مرتبكًا،
طفلًا يحاولُ والدنيا تعانِدُهُ
عمَّنْ تفتِّشُ
في صحراءَ فارغةٍ إلا من الخوفِ؟!
وَهمٌ ما تشاهِدهُ
وموعدٌ في غموضِ الرملِ ملتبسٌ
هذا السرابُ الذي سرًا تواعِدُهُ
وكلُّ شيءٍ قليلٌ في حقيقتِهِ،
وضائعٌ كلُّ شيءٍ أنتَ وَاجِدُهُ
فاتركْ لهم فتنةَ الأحداثِ،
مكتفيًا بالموتِ وحدكَ
من معنًى تكابِدُهُ
حسن عامر
منبر العراق الحر منبر العراق الحر