قبّلني أحمر شفاهي….سميرة غانم

منبر العراق الحر :

قبّلني أحمر شفاهي
ومسح الكحلُ عيوني بإصبع السحر
ثمَّ نثرت عليَّ مرآتي لمسات تجميل ناعمة…
لكنها نظرت إليَّ بعين غير راضية
فما استطاعت إخفاء شحوب الحنين
ما يزال يحيق بعينيَّ كل يوم أكثر…
ربما أحتاج لبعض مساحيق النسيان ؟
بعض لهو…
وقليلاً من لامبالاة…
وشيئاً من رحيل…
لو كنتُ رجلاً لحاولت التعرَّفَ إلى امرأه أخرى
يقولون أنه لا يشفي من الحب سوى حب جديد …
لكنني أنثى …
وأبعد ما أكون عن صفات الذكور الشرقية
المجرثمة بالتعدّدية المرهونة بالرغبة..
ربما ما يفيدني في التخفيف من ظهور هذا الشحوب
وضع تاج إنكار المشاعر فوق شعري …
فما من شيء يهبكِ السلطة على ذاتك
وعلى الآخرين أكثر من حرية مشاعرك…
أيضاً قد ينفع ارتداء ثوب من جليد
وبذلك أنهي تبرجي …
وأصبحُ مستعدةً للتعرف على ذاتي التي فقدتها
منذ غدت كل نقطة من دمي جنيناً من نسلك …
غداً ….
سأقف أمام مرآتي ثانية
وسأرى …
هل يُصلح العطَّار ما أفسد الشوق…؟
تراقبني أمي متكئةً على باب غرفتي
عاقدة ذراعيها فوق لهفة قلبها لعناقي
وعلى وجهها ابتسامة حزن تقول ..
لكل أسئلتك إجابة واحدة …لا فائدة …
….
سميرة غانم ….
فادي

اترك رد