قد يكمن في الإحسان شراً …! عبد الرزاق الغالبي

منبر العراق الحر :
قالها مرة وانتحر الكلام بين الشفتين …قول كهذا يزعج الكلمات ويصنع من المر حلويات…مفارقات تفوق الاتفاق وتعلن عجز القادرين ، تلتفت حولك وسكين يغرز في خاصرتك من أعز مؤازر ،قاسمك الألم مرارا وفوق عقرب ساعتها سبب في موتك…عمرك سمعت عن ميت يئن في قبره وترتسم فوق قبره علامة استفهام …!؟ المغدور لا يموت مادامت علامة الاستفهام تصنع الأسئلة…!
اعتقاد لم يمر في بال شكسبير حتى،ولو كان عميقا بفلسفة الخيانة ،فقد أطلقها بقول بسيط فوق قارعة الحضارة : (حتى أنت يا بروتس) ، شأن جعله مسرحي العصور ،عادته أن يدخل مبدأً فلسفياً في كل مسرحية،و لم يبلغ العمق الفلسفي عند يوليوس قيصر لو تماثل قولاً مع الإمام عليّ(ع) بتوازٍأخلاقي ،حين صاغ ذات الأمر بمقولة أقوى من مقولة قيصر ،و جعلها صراعاً أبدياً بين خير وشر ،وليس غدر وخيانة – اتقاء شر يقابل إحسان- : (اتق شر من أحسنت إليه….) والفرق بين القولين يحكمه مبدأ القوة بالتعبير، والصدق في النوايا ، تتدلى القوة دوما من تجربة الجمع و أخلاقية الجزء ، يمر بها أصحاب القولين ،والقول مرآة الشخصية ،حتما ستغلب شخصية الثاني لكونه قاد مجتمعاً بأخلاق عظيمة ،لكن الأول كان رجلاً متواضعاً في قيمته الجمعية والمقارنة بين القولين تعني المقارنة بين التجربتين….
علي قاد أمة ، خليفتها الرابع وشكسبير قاد أجيالاً ولم يقد أمة ،فاختلاف التجربتين يفرض القوة بين القولين ،فالقول رسالة وقائله باعث ينشد درساً بتضمير مساو لمسؤؤولية المرسل ومحصلة المستلم وعمق تأثير الرسالة…. فهل ياترى مستلم رسالة الثاني شبيه بمستلم رسالة الأول ،حتما هناك اختلاف انساني وليس عقائدي لكون المسالة يتلبسها الانجاز بالفعل وليس بالقول ،الغدر أقبح خيانة والخيانة أقبح غدر…. ويتفق الطرفان….! تأخر صاحبي كثيراً وتجاوز حد المبدأ المرسوم ،إن لم تفعلها اليوم فغداً قريب ،و خاصرتي لا تزال تنتظر سكيناً سيصلها ،حتماً ،في غفلة من زمكانية الزمن مادام قيصر لن يموت وماقيل عن تجربة أضحى معياراً …
عبد الرزاق الغالبي

اترك رد