صنع الذكاء..ابتلاء. .. .. .. .. ا.د.ضياء واجد المهندس

منبر العراق الحر :. .. .. .. .. خلال العقدين الماضيين ، أصبح البحث و الريادة في الذكاء الاصطناعي من أهم الاستثمارات المعرفية ، وجزء من منظومة السيطرة على مسارات التوجه الجمعي و الراي العام ..

واخيرا “،حذر خبير بريطاني من خطر (الذكاء الاصطناعي الخارق)، حيث أكد العالم البريطاني ( ستيوراد راسل ) المعروف بإسهاماته في الذكاء الاصطناعي: أن أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية لا يمكن السيطرة عليها . وكان البروفيسور (ستيوارت راسل) واحداً من أكثر من 1000 خبير وقعوا في مارس الماضي على خطاب مفتوح يدعو إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة أكثر قدرة من OpenAI’s GPT-4 التي تم إطلاقها حديثًا – خليفة برنامج الدردشة عبر الإنترنت ChatGPT وهو مدعوم من GPT-3.5. يقول راسل عن كيفية عمل الأنظمة الاكثر قوة : ((لقد وقعت على الخطاب لأنني أعتقد أنه يجب أن يقال إننا لا نفهم كيف تعمل هذه الأنظمة (الأكثر قوة) .

لا نعرف ما هي قادرة على انجازه . وهذا يعني أننا لا نستطيع السيطرة عليها )). ولفت راسل إلى أن ( الناس قلقون بشأن التضليل و التحيز العنصري والجنسي والاستقلالية والشفافية في مخرجات هذه الأنظمة ).

وأضاف راسل أن أحد أكبر المخاوف هو المعلومات المضللة والتزييف العميق ( مقاطع فيديو أو صور لشخص تم تغيير وجهه أو جسده أو صوته رقميًا بحيث يبدو أنه شخص آخر ، يتم استخدامه عادةً بشكل ضار أو لنشر معلومات كاذبة ).

وحذر الخبير( وهو أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا )من ( التأثير الهائل لهذه الأنظمة إلى الأسوأ من خلال التلاعب بالناس بطرق لا يدركون حتى حدوثها ).

وبين الخبير : إن الصين وروسيا وكوريا الشمالية لديها فرق كبيرة “تضخ المعلومات المضللة” وباستخدام الذكاء الاصطناعي ” أعطيناهم أداة قوية” .. لهذا هناك “قلق يتعلق حقًا بالجيل القادم من النظام. في الوقت الحالي، تعاني الأنظمة من بعض القيود في قدرتها على إنشاء خطط معقدة.”

في ظل الجيل التالي من الأنظمة، أو الذي يليه، يمكن أن تدار الشركات بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي . ويمكن أن نرى حملات عسكرية تنظمها أنظمة ذكاء اصطناعي بل إن الحرب الروسية الأوكرانية تدار 40%منها وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي ، وهناك من يقول إن خطابات بايدن هي نتاج الذكاء الاصطناعي و برنامج CHATGPT-4 ، وأن قانون التقاعد المبكر الفرنسي الذي يتبناه رئيس الوزراء الفرنسي ماكمرون هو من مخرجات نفس البرنامج .

المشكلة تكمن في أن تبني أنظمة أقوى من البشر، فكيف يحافظ البشر على سلطتهم على تلك الأنظمة إلى الأبد؟ هذا هو الشغل الشاغل الحقيقي للخبراء.

” لقد بات من الضروري إقناع الحكومات بالحاجة إلى البدء في التخطيط للمستقبل لأن استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يسرح 80% من العاملين في الشركات ، و لذلك ” نحتاج إلى تغيير الطريقة التي يعمل بها نظامنا البيئي الرقمي بأكمله “.

منذ إصداره العام الماضي، حث ChatGPT التابع لشركة Microsoft OpenAI المدعوم من Microsoft ، المنافسين على تسريع تطوير نماذج لغات كبيرة مماثلة وشجع الشركات على دمج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية في منتجاتها.

قد يظهر لابنائنا جيل جديد من الروبوتات و أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يمكن التنبؤ بقدراتهم على السيطرة وتوجيه المجتمع إلى ما يبغون ، وقد يساهمون في تدمير الإنسان والبيئة والبنى التحتية و المقومات الحضارية التي انشائها الإنسان لآلاف السنين عندما يبدأ صراع العقل البشري مع منظومات الذكاء الاصطناعي ، وافضل من وصف الذكاء الاصطناعي مالك شركة مايكروسوفت بيل غيتس بقوله: ( الذكاء الاصطناعي مثل الطاقة الذرية واعد وخطير )، بل تنبأ عالم الفيزياء البريطاني هوبكنز بكارثة نهايتنا: ( الجنس البشري ينتهي بالذكاء الاصطناعي ).. . عندما حاولت خاچية الاستفادة من البرنامج لكي تكون شاعر العراق الكبير (المتنبي) في هذا العصر، طلبت قصيدة مدح ، فكتب لها الشاعر الرقمي قصيدة مطلعها : على قدر أهل النُصب تأتي المناصبُ وتأتي على قدر الجيوب الرواتبُ وتنبت في قصر الوزير ثِمارها وتنبت في بيت الفقير العناكبُ اللهم رسخ في نفوسنا الايمان ..واجعلنا من اهل التقوى والإحسان.. .. .. .. .. .. ..

البروفيسور د ضياء واجد المهندس.

مجلس الخبراء العراقي

اترك رد