المعاناة من رعاش لاإرادي ومنتظم قد يشير إلى حالة “شائعة” لا تتعلق بمرض باركينسون

منبر العراق الحر :

من المعروف على نطاق واسع أن الهزات اللاإرادية، أو الرعشات، هي الأعراض الرئيسية لمرض باركينسون، و يمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم ما يجعل الحركة الإرادية صعبة.

وبسبب فقدان بعض الخلايا العصبية في الدماغ، يمكن أن تتسبب الحالة العصبية أيضا في بطء الحركة وتيبس العضلات. ومع ذلك، فإن المعاناة من الرعاش لا تعني بالضرورة الإصابة بهذا الاضطراب التنكسي المعروف أيضا باسم الشلل الارتعاشي.

والرعاش المجهول السبب هو حالة شائعة نسبيا يُعتقد أنها تؤثر على نحو 1% من السكان، والتي يمكن بسهولة الخلط بينها وبين مرض باركنسون.

ولذلك، أوضح الدكتور ويليام وونغ ، استشاري الطب العام في عيادة فيتزروفيا الطبية في لندن كيفية التمييز بين الحالتين، قائلا: “مرض باركنسون والرعاش المجهول السبب هما حالتان عصبيتان مختلفتان يمكن أن يسببا رعشة لدى الأفراد المصابين. وفي حين أن كلتا الحالتين قد تنطويان على رعاش، إلا أن هناك العديد من الاختلافات الرئيسية التي تساعد على التمييز بين الاثنتين”.

وأضاف: “يؤثر كل من مرض باركنسون والرعاش المجهول السبب على اليدين بشكل أساسي، رغم أن الرعاش يمكن أن يحدث أيضا في أجزاء أخرى من الجسم مثل الرأس أو الصوت أو الساقين أو الجذع. وفي كلتا الحالتين، يمكن أن تتفاقم الهزات مع التوتر أو القلق، وقد تتحسن أو تختفي مؤقتا في أثناء النوم. ومع ذلك، فإن أوجه التشابه هذه هي حيث ينتهي التداخل”.

مرض الشلل الرعّاش

وفقا للدكتور وونغ، فإن مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تدريجي ناتج عن تنكس الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ.

وهو أكثر شيوعا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، ولكن يمكن أن يحدث في أي عمر.

وقال الدكتور وونغ: “غالبا ما توصف الهزات المصاحبة لمرض باركنسون بأنها رُعاش يتميز بحركة منتظمة ذهابا وإيابا في الإبهام والأصابع. وإلى جانب الرعاش، قد يعاني المصابون بمرض باركنسون أيضا من أعراض حركية أخرى مثل التصلب، وبطء الحركة، وعدم الاستقرار”.

وتضيف هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أيضا الاكتئاب والقلق وفقدان حاسة الشم والأرق ومشاكل الذاكرة كأعراض لمرض باركنسون.

الرُعاش المجهول السبب

الرعاش المجهول السبب هو اضطراب حركي يسبب اهتزاز اليدين والذراعين وأجزاء الجسم الأخرى بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

وتظهر أعراض الرعاش المجهول السبب بشكل شائع بين سن 40 و60، على الرغم من أنه يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار.

وقال الدكتور وونغ: “يتميز الرعاش المجهول السبب عادة برعاش الوضعية أو العمل، ما يعني أن الهزات تحدث عندما يحاول المصاب الحفاظ على وضعية معينة أو القيام بحركة إرادية. وقد تشمل هذه الرعشات اليدين أو الرأس أو الصوت أو أجزاء أخرى من الجسم ويمكن أن تختلف في شدتها من خفيفة إلى حادة”.

كيف تحدد الفرق

للتأكد مما إذا كانت أعراضك مرتبطة بمرض باركنسون أو الرعاش المجهول السبب، أوصى الدكتور وونغ باستشارة خبير طبي.

وقال: “بالإضافة إلى النظر في سن بداية الحالة، فإن وجود أعراض حركية أخرى مرتبطة بمرض باركنسون، مثل التصلب وبطء الحركة، يمكن أن يساعد على التمييز بين الحالتين”.

وعلاوة على ذلك، يمكن أن توفر الاستجابة للأدوية أيضا رؤى قيمة، حيث يميل الرعاش في مرض باركنسون إلى التحسن باستخدام أدوية الدوبامين، في حين أن الرعاش المجهول السبب قد يستجيب بشكل أفضل للأدوية التي تستهدف النواقل العصبية الأخرى، مثل حاصرات بيتا أو الأدوية المضادة للتشنج.

وأضاف: “من المهم أن نلاحظ أن مرض باركنسون والرعاش المجهول السبب وإن كانا يشتركان في بعض أوجه التشابه، إلا أنهما حالتان متميزتان لهما أسباب كامنة وتطور وطرق علاج مختلفة. وإذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من رعشة أو أعراض حركية أخرى، فمن الضروري استشارة أخصائي رعاية صحية للحصول على تشخيص دقيق وإدارة مناسبة للحالة”.

المصدر: إكسبريس

 

اترك رد